Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
85

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

لا بُدَّ أن يكون قد أَتَى ما يستَوْجِبُ التَّعذِيبَ، وحينئذٍ تكون الحِكمَةُ في تَعْذيبِهِ، ولا يُعذِّبُ اللَّه ﷾ من شاءَ بدونِ ذَنبٍ أبدًا لأن حِكمَتَهُ ورَحمتَهُ تأبَى ذلك، خِلافًا لمن قال (^١). وَجَازَ لِلْمَوْلَى يُعَذِّبُ الْوَرَى ... مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ وَلَا جُرْمٍ جَرَى ثم عَلَّلَ ذلك بقَولِهِ: فَكُلُّ مَا مِنْهُ تَعَالَى يَجْمُلُ ... لِأَنَّهُ عِنْ فِعْلِهِ لَا يُسْألُ فهذا ليس بِصَحيحٍ، وهو وإن جازَ عَقلًا لكنه مُمتَنِعٌ شَرعًا؛ لأن اللَّه ﷾ يقول في الحديث القدسي: "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا" (^٢)، وقال ﷾ في القرآن: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [طه: ١١٢]. فقوله ﷿: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ قلنا: إنه مَقُرونٌ بالحِكمَةِ، فلا يُعَذِّبُ إلا من يستَحِقُّ التَّعذِيبَ. قوله: ﴿وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾ الرَّحْمَةُ صفَةٌ من صفاتِ اللَّه ﷾، وهي تقْتَضِي الإنعامَ والإحسانَ، سواءٌ كان الإحسانُ بإيجادِ محبوبٍ أو بِدفعِ مكْرُوهٍ، فإن رَحمةَ اللَّه ﷿ تكونُ للإنسان إما بجَلْبِ ما ينْفعُه وإما بدفع ما يَضُرُّه. وقوله: ﴿وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾ (يرحم) فعل مضَارعٌ مشتَقٌّ مِنَ الرَّحمةِ، والرحمةُ

(^١) هو السَّفارِيني في الدُّرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، البيتان (٦٥، ٦٦)؛ وانظر شرح العقيدة السفارينية لفضيلة الشيخ الشارح ﵀ (ص: ٣٣٨، وما بعدها). (^٢) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، رقم (٢٥٧٧).

1 / 89