185

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایډیټر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

خپرندوی

دار الكتاب الثقافي الأردن

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

إربد

ژانرونه

تعاونون. والظّهيرة العون؛ سمي بذلك لإسناده ظهره إلى ظهر صاحبه. وقوله تعالى:
﴿(بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)﴾ أي بالمعصية والظّلم.
قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ؛﴾ متّصل بقوله ﴿(وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ)﴾ لأن قوله: ﴿(وَإِنْ يَأْتُوكُمْ)﴾ داخل في الميثاق. ومعناه: فكّوا أسراكم من غيركم بالفداء. وقرأ السلمي ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: «(أسارى)» بالألف، و«(تفدوهم)» بغير ألف. وقرأ الحسن: «(أسري)» بغير ألف، «(تفادوهم)» بالألف.
وقرأ النخعيّ وطلحة والأعمش وحمزة «(أسري تفدوهم)» كلاهما بغير ألف. وقرأ شيبة ونافع وعاصم وقتادة والكسائي ويعقوب «(أسارى تفادوهم)» كلاهما بالألف.
والأسارى: جمع أسير؛ مثل: مريض ومرضى، وقريع وقرعى، وقتيل وقتلى.
والأسرى: جمع أسير أيضا، مثل: سكارى وكسالى. ولا فرق بين الأسارى والأسرى في الصحيح. قال بعضهم: المقيّدون المشددون أسارى، والأسرى: هم المأسورون غير المقيدين. قوله تعالى: «(تفدوهم)» بالمال، و﴿(تُفادُوهُمْ)﴾ أي مفاداة الأسير بالأسير.
و(أسرى) في موضع نصب على الحال.
ومعنى الآية ما قال السديّ: (إنّ الله تعالى أخذ على بني إسرائيل في التّوراة أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم؛ وأيّما عبد أو أمة وجدتموه من بني إسرائيل فاشتروه وأعتقوه. وكانت قريظة حلفاء الأوس، والنّضير حلفاء الخزرج، وكانوا يقتلون في حرب سمير؛ فيقاتل بنو قريظة مع حلفائهم؛ والنّضير مع حلفائهم، فإذا غلبوا خرّبوا ديارهم وأخرجوهم منها؛ وإذا أسر رجل من الفريقين كلاهما جمعوا له حتّى يفدوه فيعيّرونهم العرب بذلك؛ فيقولون: كيف تقاتلونهم وتفدونهم؟ فيقولون: إنّا قد أمرنا أن نفديهم؛ وحرّم علينا قتالهم. قالوا:
فلم تقاتلونهم؟ قالوا: إنّا نستحي أن يستذلّ حلفاؤنا؛ فذلك حين عيّرهم الله تعالى) (^١).

(^١) أخرجه الطبري في جامع البيان: ج ١ ص ٥٦٠: النص (١٢١٣).

1 / 202