184

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایډیټر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

خپرندوی

دار الكتاب الثقافي الأردن

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

إربد

ژانرونه

والميثاق. وقوله ﴿(إِلاّ قَلِيلًا مِنْكُمْ)﴾ هو عبد الله بن سلام وأصحابه. وانتصب (قليلا) على الاستثناء.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ؛﴾ أي لا يقتل بعضكم بعضا بغير حقّ، وإنّما قال ذلك لمعنيين: أحدهما: أن كلّ قوم اجتمعوا على دين واحد فهم كنفس واحدة. والآخر: وهو أن الرجل إذا قتل غيره فكأنّما قتل نفسه لأنه يقاد ويقتصّ منه. وقرأ طلحة بن مصرّف: «(لا تسفكون)» بضمّ الفاء وهما لغتان، مثل: يعرشون ويعكفون. وقرأ بعضهم: «(لا تسفّكون)» بالتّشديد على التكثير.
قوله تعالى: ﴿وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ؛﴾ أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره؛ وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ؛﴾ أي ثم اعترفتم بأنّ هذا العهد قد أخذ عليكم وعلى آبائكم وأنه حقّ، ﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (٨٤)،اليوم على ذلك يا معشر اليهود.
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ؛﴾ أي ثم أنتم يا هؤلاء؛ فحذف حرف النّداء للاستغناء بدلالة الكلام عليه. كقوله تعالى: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ﴾ (^١).وقوله: ﴿(تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)﴾ قرأ الحسن: «(يقتّلون)» بالتشديد.
﴿وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ،﴾ والآية خطاب ليهود قريظة والنضير؛ كانت بنو قريظة حلفاء الأوس؛ وبنو النضير حلفاء الخزرج، فكان كلّ فريق يقاتل الفريق الآخر وإذا غلبهم قتلهم وسبى ذراريهم وأخرجهم من ديارهم.
قوله تعالى: ﴿تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ،﴾ قرأ أهل الشام وأبو عمرو ويعقوب: «(تظّاهرون)» بتشديد الظاء، ومعناه: يتظاهرون؛ فأدغم التاء في الظاء مثل: ﴿(اثّاقَلْتُمْ)﴾ و﴿(ادّارَكُوا)﴾.وقرأ عاصم والأعمش وحمزة وطلحة والحسن والكسائي:
﴿(تَظاهَرُونَ)﴾ بالتخفيف؛ حذفوا تاء التفاعل وأبقوا تاء الخطاب مثل قوله تعالى: ﴿وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ﴾ (^٢) و﴿ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ﴾ (^٣).وقرأ أبي ومجاهد وقتادة: «(تظّهرون)» بالتشديد من غير ألف؛ أي تتظهرون. ومعناهما جميعا واحد:

(^١) الإسراء ٣/.
(^٢) المائدة ٢/.
(^٣) الصافات ٢٥/.

1 / 201