[5]
قوله عز وجل : { إياك نعبد وإياك نستعين }. لا يحسن إدخال { إياك } في غير المضمرات. وحكي عن الخليل : (إذا بلغ الرجل الستين فإياه ؛ وإيا الشواب). فأضافه إلى ظاهر ؛ وهو قبيح مع جوازه ولا يكون إلا إذا تقدم ، فإن تأخر ؛ قلت : نعبد ؛ ولا يجوز : نعبد إياك. فإن قيل : لم قدم { إياك نعبد } وهلا قال : نعبدك ؟ قيل : إن العرب إذا ذكرت شيئين قدمت الأهم فالأهم ؛ ذكر المعبود في هذه الآية أهم من ذكر العبادة فقدمه عليها.
والكاف من { إياك } في موضع خفض بمنزلة عصاك ؛ وأجاز الفراء : أن تكون في موضع نصب ؛ فكأنه جعل { إياك } بكماله ضمير المنصوب. فإن قيل : لم عدل عن المغايبة إلى المخاطبة ؟ قلنا : مثله كثير في القرآن ؛ قال الله تعالى : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح }[يونس : 22].
مخ ۵