تفسير فرات الكوفي
تفسير فرات الكوفي
ونهاري ولم أجترئ أن أذكر ذلك لرسول الله ص حتى دخلت على رسول الله ص ذات يوم فقال لي يا علي قلت لبيك يا رسول الله فقال [قال] هل لك في التزويج فقلت رسول الله أعلم إذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش وإني لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشيء يوما إذ أتاني [رسول] رسول الله فقال يا علي أجب رسول الله وأسرع فما رأينا رسول الله ص بأشد فرحا منه اليوم قال فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر رسول الله ص تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى أسنانه تبرق فقال أبشر يا علي فإن الله قد كفاني ما كان قد أهمني من أمر تزويجك قلت وكيف ذلك يا رسول الله فقال أتاني جبرئيل ع ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها وطيبها [ولينها] فأخذتها وشممتها فقلت له يا جبرئيل ما سبب هذا السنبل والقرنفل فقال إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنة كلها بمغارسها وأشجارها وأثمارها وقصورها وأمر ريحا فهبت بأنواع الطيب والعطر فأمر حور عينها بالغناء فيها بسورة طه ويس وطواسين و[حم] عسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب ع ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد بن عبد الله إلى [من] علي بن أبي طالب [ع] رضي مني بعضهم لبعض ثم بعث الله سبحانه [سحابة] بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها ويواقيتها وزبرجدها فقامت [وقامت] الملائكة فتناثرت من سنبل الجنة وقرنفلها وهذا مما نثرت الملائكة ثم [أمر الله تبارك وتعالى] ملكا من الملائكة يقال له راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه فقال له اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء و[لا] أهل الأرض ثم نادى مناد يا ملائكتي وسكان [سماواتي و] جنتي باركوا على تزويج علي بن أبي طالب وفاطمة [ع] فقد باركت أنا عليهما ألا إني زوجت أحب النساء إلي [إلى من] أحب الرجال إلي بعد النبيين والمرسلين فقال راحيل الملك يا رب وما بركتك لهما بأكثر مما رأينا من إكرامك لهما في جنانك ودورك وهما بعد في الدنيا فقال من بركتي فيهما أو قال عليهما إني أجمعهما على محبتي وأجعلهما معدنين لحجتي إلى يوم القيامة وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقا ولأنشئن منهما ذرية فأجعلهم خزانا في أرضي ومعادن لعلمي ودعائم لكتابي ثم أحتج على خلقي [بهم] بعد
مخ ۴۱۴