ويستعملون «اقتصد» بمعنى «وفر» أو «استبقى»، فيقولون: «اقتصد مبلغا كبيرا من المال». ومنهم من يعديه ب«على»، فيقول: «البلاغة الاقتصاد على ذهن السامع». وكلاهما مخالف للمسموع في هذا الفعل. فإن القصد والاقتصاد بمعنى الاعتدال والتوسط، ويعديان ب«في». فيقال: قصد في الأمر واقتصد، أي لم يفرط. وهذا التعريف للبلاغة من أغرب ما سمعته في حياتي.
استوضح منهم عن آرائهم
ويقولون: «باحث أهل العلم واستوضح منهم عن آرائهم». وفي هذه الجملة حرفا جر - من وعن - لا حاجة إليهما؛ لأن الفعل: «استوضح» في غنى عنهما كليهما، فالصواب أن يقال: «واستوضحهم آراءهم».
أدق دلالة
وترى بعضهم يحملهم التحذلق على استعمال ما يخالف مرادهم فيقولون: «إلا أن ترى خلافها مما هو أدق دلالة على مقصودك». وقرينة الكلام تشير إلى أنه يريد بقوله «أدق دلالة» أوضح دلالة، ولكن الأدق من الدقيق ضد الغليظ والأمر الغامض، فالتوى عليه المعنى وجاء عكس المراد. وكلمة «أدل» تغني عن الكلمتين «أدق دلالة» وتفيد المعنى المطلوب من أقرب الوجوه.
فلا تطمع في كتابتك أن تكون تعجب أحدا
ومن آيات هذا التنطع قول بعضهم: «فلا تطمع في كتابتك أن تكون تعجب أحدا»، والصواب «أن تعجب كتابتك أحدا».
يحفظها العقل في الذهن
ومنها: «التصورات يحفظها العقل في الذهن». و«الذهن» هو «العقل» كما لا يخفى، فلماذا لم يكتف بواحد منهما.
علم بهذه السابقية
ناپیژندل شوی مخ