كان عالما في علوم كثيرة، من أعرف الناس ب «الحاوي الصغير» مداوما على الاشتغال والأشغال، صبورا على ذلك لا يتركه إلا في أوقات الضرورة، ملازما للتلاوة، وأداء الفرائض في الجماعة، مكثرا من الحج، كثير البر والصدقة، تخرج به جماعة كثيرون، وصنف في الحديث والحساب وغير ذلك، إلا أنه كان متحيلا من الناس ويؤدي به إلى الوقيعة فيهم بلا مستند بالكلية.

حج من بلاده سنة ثنتين وعشرين وسبعمائة، قدم مع الحجاج المصريين، فنزل بالمدرسة الحسامية في القاهرة فأحدث ابن واقفها له بها تصدرا، ثم مات مدرسها، فأضيف إليه أيضا التدريس بها، وحصل له في آخر عمره صمم، ثم حصل له بعد ذلك فالج إلى أن مات في سنة ست وأربعين وسبعمائة، ودفن بتربة أنشأها قريبا من الخانقاه الدويدارية في ظاهر القاهرة.

296 - القطب الرازي المعروف بالتحتاني

قطب الدين، محمود بن نظام الدين الرازي المعروف بالتحتاني، تمييزا له عن آخر يلقب بالقطب كان ساكنا معه في أعلى المدرسة كان المذكور ذا علوم متعددة وتصانيف مشهورة ومنها: شرح «الحاوي الصغير» في أربع مجلدات، و«حواشي الكشاف» إلى سورة طه، وشرح «المطالع» و«الإشارات» لابن سينا.

انتقل إلى دمشق، وتوفي بها في أواخر ذي القعدة سنة ست وستين وسبعمائة.

مخ ۱۵۵