[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن يا كريم الحمد لله مميت الأحياء، ومحيي الأموات، ومعيد الخلائق من اللحوم المتمزقة، والعظام الرفات، المعبود بكل مكان، المحمود بكل لسان، الدائم الباقي و{كل من عليها فان} [الرحمن: 26] ندب قوما للقيام بشريعته، فحملوا أعباءها بالجدوالاجتهاد، وجعل لهم لسان صدق في الآخرين، إلى يوم البعث والتناد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عقدها الجنان، ونطق بها اللسان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بخير الأديان، في خير الأزمان، الذي فضل الله أمته في التوراة والإنجيل، وجعل علماءهم كانبياء بني إسرائيل، صلى الله عليه وعلى آلهوسلم تسليما كثيرا. وبعد: فإن الشافعي رضي الله عنه وأرضاه، ونفعنا به وبسائر أئمة المسلمين أجمعين، قد حصل له في أصحابه من السعادة أمور لم تتفق في أصحاب غيره، منها:
انهم المقدمون في المساجد الثلاثة الشريفة، شرفها الله تعالى، ومنها: أن الكلمة لهم في الأقاليم الفاضلة المشار إليهم، وغالب الأقاليم الكبار العامرة، المتوسطة في الدنيا، المتأصلة في الإسلام، وشعار الإسلام بها ظاهر منتظم، كالحجاز واليمن، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وديار بكر واقليم الروم ومنها إزدياد علمائهم في كل عصر، إلى زماننا بالنسبة إلى غيرهم، وسببه ما أشرنا إليه من ظهورهم على غيرهم في الأقاليم السابق وصفها.
مخ ۱۳
ومنها: إن كبار أئمة الحديث، امامن جملة أصحابه الآخذين عنه، أو عن أتباعه، كالإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، والحاكم، والخطابي، والخطيب، وأبي نعيم، وغيرهم، إلى زماننا هذا، وأما من جملة الناقلين لأقواله، الموافقين عليها، المعرضين عن مقالة غيره بالكلية، كالبخاري وغيره، ويكفي شرفا نقل البخاري عنه في صحيحه، ما يذهب إليه، وذلك في الركاز، وفي العرايا، وإنما لم ينقل عنه في سلسلة الحديث، لأن المحدثين يحرصون على الرواية عن الأسبق والأقدم، فقيها كان أو غيره، محافظة على علو الإسناد، ولم ينته الشافعي رحمه الله إلى هذا السن، فإنه مات عن أربع وخمسين سنة، كما ستعرفه، وشيوخه ومن في طبقتهم موجودون إلى قريب موته، وكذلك صحبه أيضا وأخذ عنه وعن أصحابه كبار مشايخ غير الحديث من العلوم والطوائف، كالأصمعي، والأزهري، والهروي، من اللغويين، والشيخ أبي الحسن الأشعري، وابن فورك من الأصوليين، والجنيدوشيخه الحارث المحاسبي والاستاذ أبي بكر الدقاق، والقشيري صاحب الرسالة، من أرباب القلوب، ورضي الله عنهم وعن سائر علماء المسلمين، ورضي عنا بهم. ولما ألفت كتابي الكبير المسمى ب «المهمات في شرح الرافعي» و«الروضة» المشتمل على عشرين نوعا، ومن الله تعالى باكماله، وكان من جملة أنواعه الكلام على ما وقع في الكتابين من أصحاب الشافعي، وحصل ترتيبها على نمط حسن، يأتي ذكره وبيانه بعد هذا بأسطر، فوقعت من الفضلاء موقعا كبيرا، لسهولة الاخراج وتشوقت النفس إلى طبقات مستقلة، جامعة لهذه الأسماء، وغيرها، على هذا الأسلوب، مشتملة على ما تيسر الإطلاع عليه من مواليدهم، ووفياتهم، وأعمارهم، وبلادهم، وشيوخهم، ومما غلب عليهم من الفنون، وشيئا من شعرهم، وتصانيفهم، ومناصبهم التي باشروها، فشرعت فيه من ذلك الحين، ناقلا له التواريخ المشهورة، كتواريخ بغداد، ونيسابور، ودمشق، وبيت المقدس، وكتب الحافظ الذهبي، وغير ذلك، ومن المشيخات المعروفة: كمشيخة السلفي، والزكي عبد العظيم، ونحوهما، والطبقات المشهورة، كطبقات العبادي، والشيخ أبي إسحاق، وابن الصلاح، وهي أعم مما قبلها إلا أنه أسقط أكثر المشهورين من الأئمة كالمزي، والربيع الجيزي، والربيع المرادي، ويونس بن عبد الأعلى، وحرملة؛ وابن أبي الجارود، والزعفراني، والكرابيسي ومحمد بن نصر المروزي، وإبراهيم البلدي، وأبي جعفر الترمذي، وابن المنذر، وابن خزيمة، وأبي الوليد النيسابوري، وابن بنت الشافعي، وابن جربويهوابن سريج، وأبي بكر الصيرفي. وابن الحداد، وأبي طاهر الزيادي، والماسرجسي، وأبي الطيب بن سلمة، وأبي بكر الصبغي، وأبي بكر الفارسي، وأبي الحسن الصابوني، وابن القطان، وابن القاص، وأبي إسحاق المروزي، وابن أبي هريرة، والاصطخري، والزبيري، والداركي، أي بالكاف، قبل آخره، وابن كج، وصاحب التقريب، وأبي حفص الباب شامي، وأبي جعفر الاستراباذي، والشالوسي، وأبي بكر الطوسي، والمحمودي، والأبيوردي، والقاضي الحسين، وأبي علي السنجي، والحناطي، والبنديجي وأبي الربيع الايلاتي، والعبادي، وإمام الحرمين، وابن الصباغ، وابن لآل، والبوشنجي، والسرخسي والبغوي، وصاحب البحر، والشيخ نصر المقدسي، وغيرهم. وكان سببه، أنه جمع غالب الأسماء العربية أولا، ثم مات قبل الحاق الباقي إليه، وقبل تبييض المذكورين، فبيض النووي ذلك، واقتصر عليه، إلا أنه زاد عليه بأسماء قليلة، مميزة عن المذكورة في الأصل، ليس فيها أحد ممن ذكرته الآن، ومنها: وهو أوسع من جميع ما سبق، تصنيف كبير جدا، بعضه بخط المؤلف، وبعضه بخط غيره، ولم أزد عليه تصريحا باسم مؤلفه، لكن رأيت حاشية بخط غير الأصل، أنه للتفليسي الموسوي، ولم يزد على ذلك، وقد ظهر لي أن التصنيف المذكور، اما تصنيف العماد ابن باطيش الموصلي الآتي في حرف الباء الموحدة، فإن له تصنيفا واسعا في ذلك، تقدم ذكره وأما أن يكون ملخصا منه، فإني لم أقف قبل ذلك على تصنيفه المذكور، ولكن وقفت على تصنيف صغير الحجم، مأخوذ منه، والظاهر الأول وهو أنه هو، فإن مصنفه قد ذكر في آخره، أنه فرغ منه في العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وتوفي ابن باطيش بعد ذلك، سنة خمس وخمسين وستمائة، وأيضا فإنه ينقل عن أشياخ ابن باطيش بالمشافهة، وعن المواصلة بخصوصهم، فلما اتصفت التصانيف المذكورة من عسر اخراج ما احتيج إلى اخراجه، ومن [. . .] الأعصار المتأخرة عن تراجم أهلها بالكلية والمتقدمة عن كثير منهم، حملني ذلك على هذا التأليف، واستوعبت فيه جميع طبقات، التفليسي، وهي أعم الجميع، إلا أنه فرغ منها قبل عصرنا بسنين كثيرة، كما تقدم قريبا، وجميع من ذكره هؤلاء وغيرهم ومن حدث بعدهم إلى عامنا، إلا أني لا أذكر غالبا إلا من علم تقليده للشافعي، وكان مشهورا بعلم من العلوم، فأما من روى عنه شيئا من المسائل، ولم يعلم تقليده له، أو علم ذلك إلا أنه لم يمهر في علم، بل ولي قضاء أو اشتهر بكثرة رواية أو سند عال من غير تحقيق لعلم ما فلا أذكره، وإن كان قد وقع شيء من ذلك في طبقات ابن الصلاح وغيره، وقد وفق الله تعالى وله الفضل إلى اجتناب ما وقع من الوهم في كل من الطبقات المذكورة، والوقوف على أشياء لم يعثر مصنفوها عليها من تراجم، ومواليد، ووفيات، ونبهت على ما وقع لهم من الاختلاف، وتحريت في ذلك غاية، والفحص وضبطت ما يخشى تحريفه أو تصحيفه، فإن كنت قد شرعت في جمعه من نحو عشرين سنة، أصيد أوابده، وأقيد شوارده، وانا مستمر من ذلك الزمن، وإلى الآن في الفحص عما لم أعثر عليه، والحاق ما يتجدد وتهذيب ما يتحصل، وهكذا غالب ما ألفته، فإن ابتداء الشروع فيه من زمن الحدائة، إلى أن كمل بحمد الله تعالى، غالبه على النحو المطلوب، والمرجو في الباقي كذلك بمنه وكرمه، وإذا كان الشخص مذكور في كتب متعددة، عزوته غالبا إلى أغلبها استعمالاوأكثرها تداولا، حتى أحيل على «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي، و«طبقات ابن الصلاح» التي هذبها النووي أيضا وزاد عليها، و«تأريخ ابن خلكان»، وكتاب «العبر في خبر من غبر» للذهبي، و«التاريخ الكبير» له، ونحوها من كتب المتأخرين مع وقوفي على النقل في الأصول القديمة؛ طلبا للتسهيل عند ارادة الوقوف.
فصل
مخ ۱۶
اعلم أن المصنفين في هذا الفن رحمهم الله منهم من رتب ما ذكره على الأعصار، كالعبادي، والشيخ أبي إسحاق ومنهم: من رتبه على الأسماء والأعلام وراعا حروف المعجم، كالتفليسي وابن الصلاح، وأصحاب المشيخات المخرجة، ومنهم من رتبه على كل عام ككثير من المؤرخين، كل ذلك يؤدي إلى تعب شديد، حالة الكشف ويحوج إلى معرفة تاريخ موت الشخص، أو حفظ اسمه قبل ذلك فاستخرت الله تعالى، واسترشدته فأرشد، وله الفضل والمنة إلى ترتيبهم على حروف المعجم، معتبرا أول حرف من اللفظ الذي يحصل عند التعريف والشهرة، اسما كان أو لقبا أو نسبة أو صفة ونحو ذلك، حتى اعتبر في الآباء والأبناء ونحوهما، وفي ما اشتهر بتصنيفه ونحوه: بالاسم الأخير، وهو المضاف إليه، فأذكر مثلا ابن سريج، وأبا الطيب بن سلمة في السين، وابن بنت الشافعي، في حرف الشين المعجمة وصاحب التقريب والتتمة في حرف التاء المثناة من فوق، والقفال الشاشي، والشيخ أبا إسحاق الشيرازي في حرف الشين المعجمة، والشيخ أبا حامد الاسفراييني في حرف الهمزة، وإمام الحرمين في حرف الحاء، والنووي في حرف النون، وعلى هذا القياس يأتي الأسماء، فلما اجتمع رأيي على ذلك بدأت أولا بترجمة الإمام الشافعي، ثم بأصحابه الذين عاصروه، وأخذوا منه، المذكورين في الرافعي وغيره، مرتبين ترتيب وفياتهم عند العلم بها ثم ذكرت لباقي الأصحاب أبوابا على عدد حروف المعجم، وذكرت في كل باب منها فصلين:
- الأول: في الأسماء الواقعة في «الشرح الكبير» للرافعي، و«الروضة» للنووي، وذكرت معهم من يتعلق بهم من أهل العلم من أب أو جد أو ولد أو حفيد ونحوهم، وإن لم يكونوا في الكتابين لأنه أحصر وأضبط.
- والفصل الثاني: في الأسماء الزائدة على ما وقع في الكتابين، مرتبة أيضا الترتيب المشار إليه، وهو ترتيب الوفاة عند العلم بها، إلا عند ذكر جماعة من بيت واحد، فإن لم تكن وفاة الشخص منهم معلومة ذكرته مع أهل طبقته رضي الله عنهم أجمعين، وحشرنا وإياهم في مستقر رحمته، ودار كرامته، بمنه وكرمه، والمسؤول من الله تعالى، أن ينفع به مؤلفه، وكاتبه، والناظر فيه، وجميع المسلمين.
مخ ۱۷
فصل في ترجمة الإمام الشافعي رضي الله عنه
مخ ۱۸
هو الإمام أبو عبد الله، محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن الشافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشافع بن السائب، هو الذي ينسب إليه الشافعي، لقي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مترعرع، وأسلم أبوه السائب يوم بدر، فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر من جملة من أسر، وفدى نفسه، ثم أسلم. كانت ولادة الشافعي، بغزة من الشام، لأن أباهوغيره من قريش، كانوا يتعاهدونها، وذلك في سنة خمسين ومائة، وقيل: ولد بمنى، حكاه ابن معن في التنقيب وقيل بعسقلان، وقيل باليمن، ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين، ونشأ بها، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، و«الموطأ» وهو ابن عشرة وتفقه على مسلم بن خالد مفتي مكة، ويعرف بالزنجي، لشدة شقرته، من باب الأضداد، وأذن مسلم المذكور له في الافتاء وعمره خمس عشرة سنة، ثم رحل إلى مالك بالمدينة ولازمه مدة ثم قدم بغداد سنة خمسة وتسعين ومائة، فأقام بها حولين، فأجتمع عليه علماؤها، وأخذوا عنه، وصنف بها كتابه القديم، ثم خرج إلى مكة، ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين، فأقام بها شهرا، ثم خرج إلى مصر، وصنف فيها كتبه الجديدة، ولم يزل بها ناشرا للعلم ملازما للاشتغال بجامعها العتيق، إلى أن أصابته ضربة شديدة، فمرض بسببها أياما على ما قيل ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو قطب الوجود، يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين، ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه، وكانت له كرامات ظاهرة منها، أنه لما حضره الموت نظر إلى أصحابه قال للبويطي: يا أبا يعقوب تموت في قيودك، فكان منه ما سنذكره قريبا، وقال للمزني: سيكون لك بعدي سوق فعظم شأنه بعده عند الملوك فمن دونها، وقال لابن عبد الحكم: تنتقل إلى مذهب أبيك، فانتقل لأمر يأتي ذكره، وقال للربيع: أنت راوية كتبي، فعاش بعده قريبا من سبعين سنة، حتى صارت الرواحل تشد إليه من أقطار الأرض لسماع كتب الشافعي. وكان رحمه الله أول من صنف في أبواب كثيرة من الفقه معروفة، ومع ذلك قال: وددت لو أخذ عني هذا العلم من غير أن ينسب إلي منه شيء.
وقال ما نظرت أحدا إلا وددت أن يظهر الله الحق على يديه، وحكمته كما قال البيهقي، إنه لا يستنكف عن الأخذ به بخلاف خصمه فإنه قد لا يأخذ به، وكان جهوري الصوت جداوفي غاية الكرم والشجاعة، وجودة الرمي وصحة الفراسة وحسن الأخلاق، وكان قوله حجة في اللغة، كقول امري ء القيس ولبيد ونحوهما كما نقله ابن الصلاح في طبقاته، في فصل المحمدين عن ابن هشام صاحب السيرة بسند صحيح، ولهذا عبر ابن الحاجب في «تصريفه» بقوله: وهي لغة الشافعي كما يقولون لغة تميم، وربيعة، وكان أعجوبة في العلم بأنساب العرب وأيامها وأحوالها، ذا شعر غريب، طلب رحمه الله من محمد ابن الحسن صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما أعارة كتب لما قدم بغداد فمنعها، وكان الشافعي يعظمه ويثني عليه ثناء كثيرا فبعث إليه رقعة فيها:
قل لمن لم ترعينا من رآه مثله ومن كان من رآه قد رأى قبله
العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله لعله يبذله لأهله، لعله
وله:
أمت مطامعي، فأرحت نفسي فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع، وكان ميتا ففي احيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلب عبد علته مهانة وعلاه هون
وله:
مخ ۱۹
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت، ولكن قل: علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب
غفلنا لعمر الله حتى تراكمت علينا ذنوب بعدهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب
مخ ۲۰
فصل في ترجمة أصحابه المعاصرين والآخذين عنه
فمنهم الإمام:
1 - عبد الرحمن بن مهدي
أبو سعيد، عبد الرحمن بن مهدي، البصري، صنف له الشافعي كتاب «الرسالة» وحملها إليه على يد الحارث بن سريج النقال، بالنون والقاف، وكذلك سمي النقال، كما قاله التفليسي في «طبقاته»، فلما وصلت إليه أعجب بها، واقتدى بالشافعي، وكان شديد الشكر لله تعالى على ما ألهمه من الاقتداء به. وكان يقول: ما أصلي صلاة إلا وأدعو للشافعي فيها، وكان من كبار العلماء العاملين.
مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وذلك قبل موت إمامه الشافعي، بنحو ست سنين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ترجم له العبادي، وابن الصلاح، وابن باطيش، في طبقاتهم، وبعضهم يزيد على بعض.
2 - عبد الحميد المعروف بكيد
مخ ۲۱
أبو زيد، عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة، المصري، المعروف بكيد، بكاف مفتوحة، ثم ياء ساكنة بنقطتين من تحت. كان من أصحاب الشافعي بمصر، ولقب بكيد، لأنه كان ثقيلا، كذا قاله ابن ماكولا.
مات سنة إحدى عشرة ومائتين، ذكره الدارقطني، والشيخ أبو إسحاق في طبقاته. وقال ابن يونس، في «تأريخ مصر» كان فقيها عالما بالأخبار، أعجوبة فيها، قال: وتوفي يوم السبت، لست بقين من شوال من السنة المذكورة.
3 - الحميدي
أبو بكر، عبد الله بن الزبير بن عيسى، القرشي الأسدي، الزبيري، المكي، المعروف بالحميدي، بضم الحاء المهملة، رحل مع الشافعي من مكة إلى مصر، ولزمه حتى مات، فرجع إلى مكة يفتي إلى أن توفي بها سنة تسع عشرة ومائتين، كذا ذكره البخاري في «تأريخه» والشيخ أبو إسحاق في «طبقاته».
وقال غيرهما: توفي سنة عشرين، روى عنه البخاري في «صحيحه»، وذكره مسلم في مقدمة كتابه. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي، بالفاء، ما رأيت أنصح للإسلام وأهله منه.
نقل عنه الرافعي في الحج، أنه روى عن الشافعي، أن الشعرة الواحدة يجب فيها ثلث دم، وفي الشعرتين ثلثان.
4 - البويطي
أبو يعقوب، يوسف بن يحيى، القرشي، البويطي.
من بويط، وهي قرية من صعيد مصر الأدنى، كان خليفة الشافعي، في حلقته بعده.
مخ ۲۲
قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. وكان متقشفا، كثير القراءة، وأعمال الخير، ولما صنف
«مختصره» المعروف، قرأه على الشافعي بحضرة الربيع، فلهذا يروى أيضا عن الربيع، كما قال ابن الصلاح، وكان ابن أبي الليث الحنفي قاضي مصر يحسده، فسعى به إلى الواثق بالله، أيام المحنة، بالقول بخلق القرآن، فأمر بحمله لبغداد مع جماعة آخرين من العلماء، فحمل إليها على بغل مغلولا مقيدا مسلسلا في أربعين رطلا من حديد. وأريد منه القول بذلك، فامتنع فحبس ببغداد على تلك الحال إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
كذا قاله ابن يونس في «تاريخ مصر» وقال ابن خلكان: الصحيح، إنه مات سنة إحدى في رجب وبه جزم النووي في «شرح المهذب» وكان ذلك يوم الجمعة قبل الصلاة، وكان في كل جمعة يغسل ثيابه، ويتنظف، ويغتسل، ويتطيب، ثم يمشي اذا سمع النداء إلى باب السجن، فيقول له السجان: إلى أين؟ فيقول: أجيب داعي الله، فيقول السجان: ارجع رحمك الله فيقول البويطي: اللهم إني أجبت داعيك فمنعوني.
5 - محمد بن الشافعي
ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر » فقال: كان فقيها، توفي بمصر سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقال الدارقطني، إنه أخذ عن أبيه.
6 - ابن مقلاص
مخ ۲۳
أبو علي، عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص، بميم مكسورة وقافوصاد مهملة، الخزاعي، مولاهم المصري قال ابن يونس في «تأريخ مصر» كان فقيها، فاضلا، زاهدا ثقة، وكان من أكابر المالكية، فلما قدم الشافعي مصر، لزمه وتفقه على مذهبه.
توفي في شهر ربيع الآخر، سنة أربع وثلاثين ومائتين، نقل الرافعي عنه في باب الربا، إنه حكى عن الشافعي جواز بيع الخبز الجاف المدقوق بمثله. وحكى عنه أيضا في الكلام على ضابط أرش العيب.
7 - الحارث النقال
أبو عمر، الحارث بن سريج، بالسين المهملة، الخوارزمي الأصل، المعروف بالنقال، بالنون والقاف، وسمي بذلك، كما قاله التفليسي، وغيره، لنقله كتاب «الرسالة» إلى عبد الرحمن ابن مهدي كما سبق إيضاحه في ترجمته. وقد ضعف بعضهم الحارث المذكور، قال أبو الفتح الأزدي، وإنما تكلموا فيه حسدا له، ترجم له الشيخ في «طبقاته» فقال: ومنهم: الحارث بن سريج النقال، مات سنة ست وثلاثين ومائتين. وهو الذي حمل كتاب «الرسالة» إلى عبد الرحمن بن مهدي، نقل عنه الرافعي في موضعين:
أحدهما: في أواخر باب حد السرقة، أنه روى قولا عن الشافعي، إنه إذا وجب عليه قطع اليمين، فقطع الجلاد يساره، لا يجزىء كالقصاص. والثاني: في قاطع الطريق، فنقل عنه، أنه روى عن الشافعي، انه إذا مات قبل قتله لا يسقط صلبه، وذكر أيضا الرافعي، في كتاب الجنايات في أواخر الكلام، على استيفاء القصاص، في مسألة: ما إذا قطعت اليسار من اليمين، كلمة تحتمل أن يكون المراد بها النقال المذكور وهو طاهر، فإنه نقله بعد ذلك في قطع السارق أيضا كما نقله في كتاب السرقة، ويحتمل أن يراد بها «القفال» بالقاف والفاء، اسم للمعروف.
مخ ۲۴
8 - الإمام أبو ثور
الإمام أبو ثور، إبراهيم بن خالد، الكلبي، البغدادي، من رواة القديم، قال أحمد بن حنبل:
أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، قال وهو عندي كسفيان الثوري.
مات في صفر سنة أربعين ومائتين، وكان أبو ثور على مذهب الحنفية، فلما قدم الشافعي بغداد تبعه وقرأ كتبه ويسر علمه. ومع ذلك قد قال الرافعي في كتاب الغصب: أبو ثور، وكان معدودا وداخلا في طبقة أصحاب الشافعي، فله مذهب مستقل، ولا يعد تفرده وجها، هكذا كلامه.
9 - الحارث المحاسبي
أبو عبد الله، الحارث بن أسد، المحاسبي، سمي بذلك لكثرة محاسبته نفسه، ذكره الشيخ، وكذلك ابن الصلاح في «طبقاته».
فقال: ذكره الاستاذ أبو منصور التميمي، في الطبقة الأولى، من أصحاب الشافعي، فقال هو امام المسلمين في الفقه والتصوف، والحديث والكلام. وكتبه في هذه العلوم أصول من يصنف فيها، ولو لم يكن في أصحاب الشافعي في الفقه، والكلام والأصول والقياس، والزهد، والورع، إلا هو لكان مغبرا في وجوه مخالفيه، والحمد لله على ذلك، انتهى وقد اعترض عليه ابن الصلاح فقال: وصحبته للشافعي لم أر أحدا ذكرها سواه، وليس هو من أهل الفن فيعتمد عليه فيما تفرد به، والقرائن شاهدة بانتفائها.
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين ببغداد.
مخ ۲۵
10 - حرملة
حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة، المصري التجيبي نسبة إلى: تجيب بتاء مثناة من فوق مضمومة وقيل مفتوحة، ثم جيم من بعد ياء بنقطتين من تحت، ثم ياء موحدة، وهي قبيلة نزلت مصر وأصلها اسم امرأة. كان حرملة إماما حافظا للحديث والفقه، صنف المبسوط والمختصر المعروف به ولد سنة ست وستين ومائة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قاله ابن ماكولا، وقال ابن عدي 1في سنة أربع، ونقلهما النووي، في تهذيبه، ورجح في شرح المهذب الأول.
11 - الكرابيسي
أبو علي، الحسن بن علي بن يزيد البغدادي، الكرابيسي، كان من الأئمة الجامعين بين الفقه والحديث. وله مصنفات كثيرة. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قال ابن خلكان: وهو أشبه بالصواب، وسمي بالكرابيسي: لأنه كان يبيع الكرابيس، وهي الثياب الغليظة. وقد وقفت على كتابه الذي نقله عن الشافعي.
12 - الربيع الجيزي
أبو محمد، الربيع بن سليمان بن داود الأزدي مولاهم، المصري الجيزي.
مخ ۲۶
توفي في ذي الحجة، سنة ست وخمسين ومائتين، قاله النووي في «التهذيب».
زاد ابن خلكان 1عن القضاعي، أنه توفي بالجيزة، ودفن بها. والجيزة، بجيم مكسورة، ثم ياء ساكنة، بنقطتين من تحت بعدها زاي معجمة، هي البلد المعروفة المقابلة لمدينة مصر على شاطىء النيل بالبر الغربي.
نقل عنه في الرافعي، و«الروضة» في كتاب الشهادات، أنه روى عن الشافعي كراهة القراءة بالالحان. ولم يقع له ذكر فيهما في غير هذا الموضع، نعم في «المهذب» وغيره عن الشافعي أن الشعر يطهر بالدباغ تبعا للجلد، وأما الربيع المرادي الآتي ذكره، فالنقل عنه كثير، وإذا أطلق «الربيع» فالمراد هو: المرادي.
13 - الزعفراني
أبو علي الحسن بن محمد، الزعفراني.
من قرية يقال لها: الزعفرانية، بقرب بغداد.
قال الماوردي: هو أثبت رواة القديم، قال الساجي: سمعت الزعفراني يقول:
إني لاقرأ كتب الشافعي، وتقرأ علي منذ خمسين سنة. وكان إماما في اللغة، قال النووي في تهذيبه، توفي في شهر رمضان، سنة ست وستين ومائتين قال ابن خلكان، توفي في شعبان من السنة المذكورة. وقال ابن السمعاني في الأنساب: إنه في ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين ومائتين.
14 - يونس
مخ ۲۷
أبو موسى يونس بن عبد الأعلى، الصدفي، المصري، ولد في ذي الحجة، سنة سبعين ومائة، وتوفي في ربيع الاخر، سنة اربع وستين ومائتين قاله النووي في
«تهذيبه».
15 - المزني
أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني، المصري، كان إماما ورعا زاهدا، مجاب الدعوة متقللا من الدنيا، وكان معظما بين أصحاب الشافعي. وقال الشافعي في حقه، لو ناظر الشيطان لغلبه. وذكر الرافعي في كتاب الخلع، في الكلام على اختلاع الوكيل، ان بعض المعلقين نقل عن الإمام، أنه قال: أرى كل اختيار المزني تخريجا فإنه لا يخالف أصول الشافعي، لا كأبي يوسف ومحمد فإنهما يخالفان أصول صاحبهما كثيرا هذا كلامه، لكن نقل الرافعي أيضا في باب الأحداث، عن الإمام أيضا ما يخالفه فقال:
إنه خرج يعني المزني فتخريجه أولى من تخريج غيره، وإلا فالرجل صاحب مذهب مستقل انتهى.
صنف رحمه الله كتبا منها «المبسوط» و«المختصر» و«المنثور». و«المسائل المعتبرة» و «الترغيب في العلم» و«كتاب الدقائق والعقارب»، سمي بذلك لصعوبته، وصنف كتابا مفردا على مذهبه لا على مذهب الشافعي، كذا ذكره البندنيجي في تعليقه المسمى ب «الجامع» في آخر باب الصلاة بالنجاسة.
ولد سنة خمس وسبعين ومائة، وتوفي لست بقين من شهر رمضان سنة أربع وستين ومائتين، وصلى عليه الربيع الآتي ذكره. ودفن بالقرافة، بالقرب من قبر الإمام الشافعي، وعليه بناء دائر قصير. والمزني منسوب إلى مزينة، وهي قبيلة معروفة.
مخ ۲۸
16 - محمد بن عبد الحكم
أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، المصري، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وكان أبوه عالما، جليلا، رئيسا، له إحسان كثير على الشافعي، وكان على مذهب مالك، ومن أكابر أصحابه وروى عن الشافعي أشياء قليلة.
ولد سنة خمسين ومائة، وتوفي سنة أربع عشرة ومائتين، فنشأ ولده هذا على مذهب أبيه، وأخذ عن أشهب، وابن وهب، فلما قدم الشافعي مصر، صحبه وتفقه به، قال: فاجتمع قوم من أصحاب أبي فعذلوه، فكان يلاطفهم ويأمرني سرا بملازمته، وصحبه الشافعي، وصار يثني عليه حتى قال مرة وددت لو كان لي ولدا مثل هذا، وعلي ألف دينار دين لا أجد لها وفاء، وحمل في الفتنة إلى بغداد، ولم يجب لما طلبوه فرد إلى مصر، وانتهت إليه الرئاسة بها.
توفي في يوم الأربعاء لليلة خلت من ذي القعدة وقيل منتصفه سنة ثمان وستين ومائتين. وقال ابن قانع: سنة تسع وستين، ذكره ابن خلكان، وانتقل قبيل وفاته إلى مذهب مالك، لأنه كان يروم أن الشافعي يستخلفه بعده في حلقته فلم يفعل، واستخلف البويطي، وقد ذكره العبادي، وابن الصلاح، في طبقاتهما، لأجل مسائل نقلها عن الشافعي منها ما نقله عنه الرافعي: أن الصائم تلزمه الكفارة إذا باشر فيما دون الفرج فأنزل.
17 - ابن أبي الجارود
مخ ۲۹
أبو الوليد موسى بن أبي الجارود، بالجيم، المكي، تفقه على الشافعي، وروى عنه وكان يفتي بمكة على مذهبه قاله الشيخ أبو إسحاق في طبقاته، والنووي في «تهذيبه» ولم أقف له على وفاة.
نقل عنه الرافعي في زكاة الذهب والفضة أنه روى عن الشافعي، تحريم تحلية السرج واللجام والثفر، موافقا للوجه الذي صححوه.
18 - الربيع المرادي
أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، مولاهم، المصري، المؤذن بجامع مدينة مصر، خادم الشافعي رضي الله عنه وراوي (الأم) وغيرها من كتبه.
قال الشافعي فيه: إنه أحفظ أصحابي.
رحلت الناس إليه من أقطار الأرض، ليأخذوا عنه علم الشافعي، ويرووا عنه كتبه.
ولد سنة أربع وسبعين ومائة، وتوفي بمصر يوم الاثنين لعشر بقين من شوال، سنة سبعين ومائتين.
ذكره النووي في «تهذيبه» وأنشد ابن خلكان له:
صبرا جميلا، ما أسرع الفرجا من صدق الله في الأمور نجا
من خشي الله لم ينله أذى ومن رجا الله كان حيث رجا
19 - قحزم الأسواني
مخ ۳۰
أبو حنيفة، قحزم بقاف مفتوحة وحاء مهملة ساكنة، وزاي معجمة ابن عبد الله بن قحزم، الأسواني، مولى خولان، كان أصله قبطيا، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر فقال: كان مقيما بأسوان يفتي بها على مذهب الشافعي، مدة سنين. ومات بها سنة إحدى وسبعين ومائتين، وذكره الدارقطني في الآخذين عن الشافعي. وأسوان، قال السمعاني: بفتح الهمزة وقال الزكي عبد العظيم، الصحيح انها بالضم، نقله ابن خلكان في ترجمة ابن الزبير الأسواني.
20 - عبد العزيز المكي
عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز، الكناني، المكي، المتكلم.
تفقه على الشافعي، واشتهر بصحبته، وخرج معه إلى اليمن، وصنف تصانيف كثيرة. وسمع من جماعة، في أماكن متعددة، وقدم بغداد، في أيام المأمون، كذا ذكره الخطيب في تاريخه، والشيخ في طبقاته وغيرهما، ولم يؤرخوا وفاته.
21 - الحسين القلاس
الحسين المعروف بالقلاس، بقاف مفتوحة، ولام مشددة، وسين مهملة.
قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته: كان من كبار أصحاب الحديث، وحفاظ مذهب الشافعي.
22 - عبد الغني العسال
عبد الغني بن عبد العزيز العسال، كان فقيها، صحب الشافعي، وأخذ عنه كما قال الدارقطني، قال وكذلك أخوه.
مخ ۳۱
23 - عبد القاهر العسال
قال: وكان عبد القاهر، كثيرا ما يسأل الشافعي عن مسائل في الورع، فكان الشافعي يقبل عليه، لا أعلم تاريخ وفاته، ولا وفاة أخيه .
24 - أبو عبد الرحمن المتكلم
أبو عبد الرحمن: أحمد بن يحيى بن عبد العزيز، البغدادي، المتكلم، ذكره الدارقطني، فقال، أبو عبد الرحمن الشافعي المتكلم البغدادي، وكان من كبار أصحاب الشافعي الملازمين له ببغداد ثم صار من أصحاب ابن أبي دؤاد، بضم الدال وأتبعه على رأيه، أي في القول بخلق القرآن، لا في الفروع، وذكر الشيخ في «طبقاته» والخطيب في «تاريخه»، نحوه ولم يؤرخا وفاته.
25 - أخت المزني
أخت المزني، صاحب الشافعي، نقل عنها الرافعي في زكاة المعدن، فإنه صحح أن الحول فيها لا يشترط ثم قال وفيه قول آخر إنه لا بد منه، نقله البويطي أيضا، ورواه المزني في «المختصر» عن من يثق به الشافعي، واختاره قال: وذكر بعض الشارحين: ان أخته روت له ذلك، فلم يحب تسميتها، لا أعلم تاريخ وفاته.
***
[أصحاب الأصحاب]
وأما أصحاب الأصحاب فتجمعهم أبواب كما سبقت الاشارة إليه.
مخ ۳۲
باب الهمزة
وفيه فصلان:
الفصل الأول: في الأسماء الواقعة في الرافعي، والروضة
26 - الأنماطي
أبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار، بفتح الباء، وتشديد الشين المعجمة، الأنماطي، كذا نسبه الشيخ أبو إسحاق. وقال المطوعي في كتابه: «المذهب في ذكر أئمة المذهب».
اسمه: عبد الله بن أحمد بن بشار، قال ابن الصلاح، وقد وقع للعقادي هنا خبط سببه اشتباه هذا بشخص من رواة الحديث يقال له أيضا الأنماطي، فليعلم ذلك والأنماطي: منسوب إلى الأنماط وهي البسط التي تفرش، أخذ الفقه عن المزني، والربيع وأخذ عنه ابن سريج، قال الشيخ أبو إسحاق: كان الأنماطي، هو السبب في نشاط الناس بالأخذ بمذهب الشافعي في تلك البلاد، قال ومات ببغداد، سنة ثمان وثمانين ومائتين. زاد ابن الصلاح في «طبقاته»، وابن خلكان في «تاريخه» أنه في شوال نقل عنه الرافعي في الحيض، وفي زكاة النعم، وغيرهما.
مخ ۳۳
27 - الاصطخري
أبو سعيد الحسين بن أحمد، الأصطخري، كان هو وابن سريج شيخي الشافعية، ببغداد، وصنف كتبا كثيرة.
منها: «أدب القضاء» استحسنته الأئمة، وكان زاهدا متقللا من الدنيا، وكان في اخلاقه حدة ولاه المقتدر بالله قضاء سجستان ثم حبسه ببغداد .
ولد سنة أربع وأربعين ومائتين، وتوفي ببغداد، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وكذا قاله الشيخ أبو إسحاق في «طبقاته» ونقله عنه النووي في «تهذيبه» زاد ابن خلكان أنه توفي يوم الجمعة، ثاني عشر لجمادى الآخرة وقيل اربع عشرة، ودفن بباب حرب، والكتاب الذي أشار إليه الشيخ قد وقع لي وهو قليل جدا، وإصطخر: بكسر الهمزة وفتح الطاء وجوز بعضهم فتح الهمزة، حكاه النووي في الحيض من «شرح المهذب».
28 - أبو جعفر الإستراباذي
أبو جعفر الاستراباذي، ذكره العبادي في طبقة القفال الشاشي والأودني، ذكره أبو حفص عمر بن علي المطوعي، في كتابه المسمى ب: «المذهب في ذكر أئمة المذهب»، الذي ألفه للإمام أبي الطيب سهل ابن الإمام أبي سهل الصعلوكي، فقال: انه من أصحاب ابن سريح، وكبار الفقهاء والمدرسين، وأجلة العلماء البارزين، وله تعليق معروف به، في غاية الإتقان، علقه على ابن سريج.
مخ ۳۴