طبقات سنيه
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
ژانرونه
ژوندليکونه او طبقات
وله شعر رقيق، ولكنه قليل، منه ما أنشدنا إياه ارتجالًا، ونحن بحضرته، وهناك مسمع حسن النغمة، قبيح الصورة، وهو:
يَالَقَومي مِنْ مُغَنٍّ ... لَحْنُهُ للوَجْدِ مُعْربِبْ
وَجْهُهٌ وَجْهٌ قَبِيحٌ ... فهْوَ في الحَاليْنِ مُطْرِبْ
ومنه قوله، وقد ذكر عنده أن أناسًا وجه لهم بعض المناصب العلية، وأن التوجيه كان لهم ببدلهم لا بفضلهم، فأنكر ذلك، وقال مرتجلًا بيتًا مُفردًا، وهو:
يَقُولون بالفَضْلِ المناصبُ أعْطِيَتْ ... فقلتُ نَعَمْ لكن بفضْلِ الدَّراهِمِ
وقد مدحه كثير من شعراء عصره، وأطنبوا في مدحه وشكره، ومنهم بل من أجلهم، الشيخ الفاضل العلامة عماد الدين بن عماد الدين الدمشقي الحنفي، مدحه مكاتبةً بقصيدة، قالها في ليلة واحدة، وأرسلها إلى حضرته الشريفة، في سنة ثمانين وتسعمائة، وهي هذه:
هَلْ لصَبٍّ قَدْ هَامَ فيك غَراما ... رَشْفَةٌ مِن لَماكَ تَشْفِي السَّقامَا
يا هِلالًا تَحْتَ اللثامِ وبَدرًا ... كامِلًا عندَ مَا يُمِيطُ اللثَامَا
وغَزالًا منهُ الغَزَالةُّ غَابَتْ ... عندَ مَا لاَحَ خَجْلةً واحْتِشامَا
وبأوْرَاقِها الغُصُونُ توارَتْ ... منهُ لمَّا انْثَنى وهَزَّ قَوامَا
لكَ يا فاترَ اللواحظ طَرفٌ ... فَتْكُهُ في القلوبِ فاقَ الحُسامَا
ذَابِلٌ وهْوَ في الفؤادِ رَشيقٌ ... ناعِسٌ أحرمَ الجفون المَنَاما
ومُحبًا سَبى بنَمْلِ عِذارٍ ... زُمَرَ الحُبِّ عندَ مَا خطَّ لاَمَا
عَجبًا مِن بَقاء خَالِكَ في الخَدِّ ... ونيرانُهُ تَؤُجُّ ضِراما
ومن الفرع وهو فوقَ جَبين ... مُخجِلِ الشَّمْسِ كيفَ مَدَّ ظَلامَا
يا بديع الجمَالِ يا مَالِكَ الحُسْنِ ترَفَّقْ بمن غَدَا مُسْتَهَامَا
عبدُ رقٍّ مَا حال عنك لِواشٍ ... نَمَّق الزُّورَ في هَواك ولاَمَا
كم بَكَى طَرْفُهُ إليكَ اشتياقًا ... وقضى بالبُكَاء عَاما فعَامَا
شاعَ في الناسِ حُبُّهُ لكَ لَّما ... بَاحَ وَجْدا وحُرْقةً وهُيَامَا
مثل مَا شاعَ أن أحمد مولا ... نا بديع الزمانِ أضحى الإماما
واحدٌ صَحَّ فيه جَمْعُ المَعَاني ... مُفرَدٌ قدْ حوى الكمال تَمامًا
وبه للعُلوم شأوٌ رفيعٌ ... شامِخُ المَجْدِ للسماء تسامى
وهو في حلبة السِّباق مُجَلٍّ ... ومحل لكُلِّ أمرٍ تَعَامَى
كمْ جَلاَ مُشْكلًا وحَلَّ عَويصًا ... وكفَى مُعْضلًا وأطْفَى أواما
يا بديع البيانِ مَنْطِقُك العَذْ ... بُ المعَاني فاق العُقودَ نِظامَا
وإذا مَا نَثَرْتَ دُرًا تَمَتَّتْ ... زُهْرُ الأفْقِ أن تكون كَلامَا
حُزْتَ مَجدًا وسُؤددًا وعَفافًا ... وافْتِخارًا ورِفعَةً ومَقامَا
ألِفَتْ كفُّكَ المكَارمَ حتى ... فُقْتَ كلَّ الوَرَى وفُقتَ الكِراما
فُقْتَ مَعْنًا بَدلًا وسَحْبانَ نُطْقا ... وحَبيبا شِعْرًا وسُدْت عِصَامَا
وأخذتَ العُلُومَ عن خيرِ أصْلٍ ... لِسِمَاكِ السَّمَا غدَا يتَسامَى
قد حَوى المجْدَ والكَمالَ جميعًا ... وامتطَى غاربَ العُلى والسَّناما
وهْوَ أعْلى الوَرَى مَقامًا وأوْفا ... هُم عَطَاء جمّا وأرْعَى ذِمَامَا
يَا رَفيعَ الجَناب يا حَسَنَ الوَصْ ... ف ويا مَن فاق الورى إعظاما
عِش قريرًا بفَرْعِك الشامِخِ الأصْ ... لِ ولازِم شُكْرَ الإلهِ دَوَاما
واقبَلَنْ بنت ليلةٍ منك جاءتْ ... تتمَنى قَبُولَها إنْعَامَا
وأتَتْ تلثَمُ التُرابَ وتُهْدِي ... لك مِنِّي تحيَّةً وسَلامَا
فتجاوَزْ عنها بحِلْمِكَ واسْلَمْ ... مَا شَدا بُلبُلٌ وفاحَ خُزامَي
1 / 99