123

اما هذا فلا نعرفه، الخالق هو الله وكل شي ء دونه فهو مخلوق واما الخلق فهو ما خلق «7» واما الامر «8» فهو «9» ما امر به وهذا تمويه يا امير المؤمنين، فصرفه في ذلك اليوم ثم أحضره من الغد وأحضر الشرط «10» والسياط «11» والعقابين فقال المعتصم لابن حنبل: تكلم فان وجب لك شي ء عرفته وان وجب عليك «12» اخذتك «13» به، فقال: قد نهينا عن المناظرة، فقال ابن دواد: هل نهينا عن مجادلة أهل الباطل بالحق يا امير المؤمنين؟ هذا تمويه، فانصرف ثم أحضر في اليوم الثالث فتكلم وناظر حتى لزمه الامر فمدته الشرط «14» وضرب «15» ثلاثين سوطا فمالت عنقه فضرب بعد ذلك ثلاثين سوطا فمالت عنقه فضرب بعد ذلك ثمانية اسواط «16» فقال اسحاق بن ابراهيم: ويحك «1» قل ما يقول امير المؤمنين، فأقر بخلق القرآن فقال المعتصم: الق عليه ثيابا «3» واجمع عليه أهل بغداذ فاذا أقر بخلق القرآن «2» فأطلقه، ففعل حتى أقر فأطلقه

وكان صفة المناظرة التي ضرب عقيبها «4» ان قال له ابن ابي دواد: أخبرني هل يقدر الله على ان يكلم محمدا كما كلم موسى، فقال: نعم، فقال:

أرأيت لو كلمه أليس كان يكلمه بكلام كائن بعد ان لم يكن، ودار الحديث في هذا الجنس حتى قال ابن حنبل: لست انا بصاحب كلام وانما مذهبي الحديث، فغضب المعتصم فقال «5»: تجادل فاذا «6» لزمتك «7» الحجة قلت: لست انا «8» بصاحب كلام خذوه، وأمر بضربه فأقر «9» بحدوث القرآن

وروي انه ناظره في الرؤية فقال: يا امير المؤمنين هذا يزعم ان الله تعالى يرى والرؤية لا تقع الا على محدود، فروى له حديث قيس بن ابي حازم فقال ابن ابي دواد: تحتج بحديث قيس بن ابي حازم وهو اعرابي بوال على عقبيه «10»

ومنهم الواثق ابو جعفر هارون بن محمد بن هارون، بويع له في ربيع الاول سنة سبع وعشرين ومائتين وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان المتولي احمد بن ابي دواد وكان له معرفة وتدين وحسن سيرة في الرعية وكان اخذ الكلام عن ابي الهذيل

مخ ۱۲۵