122

ومناظرة ابن ابي دواد لاحمد بن حنبل «10» في حضرة المعتصم مشهورة وان اختلفت الرواية في كيفيتها لكنا نذكر اصح ما قيل في ذلك وكانت المناظرة في شهر رمضان سنة «11» عشرين ومائتين، قال ابن حنبل لما احضره «12»: ان لي «13» سبقا في هذه الدعوة فليسعني ما وسع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين من السكوت والرضى من جميعهم بأن القرآن كلام الله، فقال المعتصم لأبي «1» دواد: ما عندك فيما قال؟ فقال له احمد: كان لعمري يسعه ما وسعهم حيث كان الناس جميعا ساكتين عن هذا الامر فاما وهو رأس مذهب قد جمع عامته وغوغاءه ينادون في الطرقات ليس شي ء من الله بمخلوق والقرآن من الله فيموهون «2» على العامة والجهال حتى كأنا قلنا: القرآن بعض من الله وقد تعلق النصارى بمثل ما تعلق به هذا، فقالوا: عيسى غير مخلوق لأنه قال: وكلمته ألقاها إلى مريم (4 النساء: 171) فخالفناهم على هذا كله فاحتج لهم وجعل «3» الكلام له غير مخلوق وقد قال الله «4» تعالى: الله «5» خالق كل شي ء (13 الرعد: 16، 39 الزمر: 62) فالقرآن شي ء أم غير شي ء؟ قال ابن حنبل: القرآن امر الله وفرق بين الامر والخلق قال الله «6» تعالى: ألا له الخلق والأمر (7 الأعراف: 54) وهذا ابن عمك جعفر بن محمد اظنه يعني الصادق سئل عن القرآن فقال: لا خالق ولا مخلوق، فقال ابن ابي دواد:

مخ ۱۲۴