مقتل أبى الخطاب واصحابه رحمهم الله حدث غير واحد من أصحابنا أن ابا الخطاب لما سمع برجوع أبن الاشعث إليه بمن خرج بمن حضره من أصحابه فأجد السير إليه ، فوجد أبو الخطاب قد سبق إلى الماء نازلا عليه فقال ابن الاشعث لاصحابه : أن نزل أبو الخطاب واصحابه واسترحوا وسقوا كراعهم ، واستقوا فانكم لا تظفرون بهم بشئ ، ولا طاقة لكم بهم ، ، والا فانتم أقدر عليهم منهم عليكم ، وهذا بتاروغا ، فلما وصلهم ابو الخطاب وعسكره شاقت نفوسهم إلى لقائهم ، والجهاد في سبيل الله على بصيرة فلاقاهم أبو الخطاب في قلة والعدو في كثرة ن فاسرع القتل في أصحاب أبى الخطاب واشتد القتال فكان الرجال بين الصفين تنهدم كالحيطان ، ولم يبرج ابو الخطاب زاصحابه رحمهم الله حتى أستشهدوا جميعا ن وكانوا في أربعة عشر ألفا فيما ذكر الرواة ، وقد ذكر بعضهم أثنى عشر الفا فلم ينج من القتل إلا السير ، فتسامعت رعيته بنقتله فهربوا إلى الجبال ، ولجأوا إلى الحصون المنيعة والقلاع العلية .
مخ ۳۷