طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
قيل ودخلوا في توجههم هذا مدينة من المدن فمرت بهم امرأة في أيدي الشرط يغلونها، وهي تصيح: أغيثوني معاشر المسلمين فأغاثها محمد بن يانس، وسل سكينه ودافعهم حتى خلصها منهم، فحملوه إلى السلطان وقد هرب أصحابه، فقال: ما حملك على انتزاع المرأة من أيدي خدامي؟ قال: سمعتها تصيح بالله وبالمسلمين فلم أتمالك ولم أر في ديني أن أسلمها فأمعن النظر فيه طويلا، ثم قال: تركناها لله وإجلالا لحقك يا حاج، فرجع إلى أصحابه فوجدهم مستخفين، فقال لهم: ما حملكم على هذا؟ قالوا: خفنا من سوء عاقبة ما اجترأت عليه، فقال: إنما كان قيامي في الله وهو أعلم فليس بمضيعى ولا خاذلنى ولم اغضب لله قط إلا ونصرني ونجاني ثم تلا: ) وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون( (الزمر:61)
وفي هذه الحكاية ما يدل على انهم إنما كانوا في طريق الحج والله أعلم.
يقتصر على القليل من الزاد أثناء تفرغه للعبادة
وذكر عنه أنه كان إذا مضى إلى غار يتعبد فيه يعد زادا قليلا فليبث في الغار المذكور المدة الطويلة التي يفنى في بعضها أضعاف ذلك الزاد، فكانت هذه حالته حتى ساء ظن امرأته وحسبت أنه قد تزوج غيرها، وأن التي تزوج هي التي تقوم بطعامه المدة التي يفنى فيها زاده فتوجهت امرأته إلى الغار، فدخلته في خفية على حين غفلة، وكمنت بحيث لا يشعر بها بعلها وراقبت إلى وقت افطاره، فلما صلى ما شاء الله كما كان يصلي قبل تلك الليلة تحول إلى شجرة رتم أم تمام فأخذ منها فافطر عليه، وأكل منه ما اقتات به، حتى اكتفى فلما وجدت الأمر على خلاف ما حسبت، وعاينت ما عاينت، قالت له: أو دأبك على هذا؟ فقال لها: كلي يا أمة الله فأكلت طعاما نهاية في الحلاوة، ثم حملت ما قدرت عليه من ذلك الطعام وأتت به إلى البلد، وأخبرت أهل البلد بما شاهدت وناولتهم وقالت لهم: كلوا فلما ذاقوه وجدوه مرا مضرا.
مخ ۹۱