طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
محمد بن يانس يتفرغ للحسبة قيل وكان دأبه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان يتفقد المزارع والجنات والطرقات محتسبا ثواب لله، فمتى وجد أحدا هم بإفساد شيء من ذلك، أو بإدخال ضر على أحد من المسلمين صرفه عن ذلك، وحال بينه وبينه، وكان لا تمسه غفلة عن هذا الشأن، ومع كثرة عبادته فقد جعل هذا من أوكدها، قيل فلما كان ذات يوم وجد ثلاثة أخوة وقد عزموا على ضرر قد قصدوا به غيرهم، وقد أخذوا في عمله، فنهاهم عن ذلك فقاموا إليه ونالوا منه وعاملوه أقبح معاملة، فسمعت قبيلته وأهل منزله بالذي ناله من القوم، وأرادوهم بضر، فنهاهم محمد عن ذلك وقال ما نالوا منى شيئا إلا وقد نلت منهم أكثر وأعظم، فسار أحد الاخوة الثلاثة فطلع إلى كبار رآها متعلقة بالجبل فوقع فلم يصل إلى الأرض إلا وقد تمزقته جروف الجبل، فلم يجمع لحمه الا بالإبرة فيما ذكر، ومضى الثاني إلى بئر يسقي منها، فسقط في البئر فوجدوا رأسه موشوقا كرأس بصلة بين الصخور، ودخل الثالث داره فبلاه الله بالانتفاخ فانتفخ حتى انشق بطنه، وكان ذلك في يومهم الذي كان فيه ما كان منهم إلى الشيخ، نعوذ بالله من العقوق.
كرامة يظهرها الشيخ لرفيقه
وذكر عنه أيضا أنه كان له سبعة مساجد بعضها في الجبل وبعضها في السهل فكان لا تفوته الصلاة في كل مسجد منها كل ليلة وهو شيخ كبير.
وذكر عنه رافق رجلين لا أدري إلى الحج أم إلى تاهرت، فلما كانوا ببعض الطريق قال أحدهما: أتتمنى الآن ماء عين كذا- يعني عينا ببلده - وقال الآخر: أتمنى هاهنا لبنا، فقال لهما محمد: إن كتمتما ما تريانه يحضر ما تمنيتماه، فحل فم سقاء فصب منه لبنا على الصفة التي تمناها صاحبه، ثم صب للآخر ماء لا يشكون أنه ماء العين المذكورة التي تمنى ماء من ماءها، وكلاهما من سقاء واحد لم يتقدم فيه غير ماء من مياه المكان الذي كانوا فيه وذلك بقدرة الله عز وجل وإكرامه وعرفه وخدمته.
مخ ۹۰