153

طبقات مشایخ په مغرب کې

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

ژانرونه

إن لك على طريقتك إخوانا أنت لا تدري حكى أبو سفيان قال: كان رجل من المسلمين يقال له أبو محمد، قال: كان قد أبصر الإسلام من قبل نفسه، قال: وكان بدأ ذلك أنه كان يخرج إلى المغازي فنظر إلى ما يعمل الناس من الغلول والجور، فقال: ما هذا بفعل أولياء الله وأهل الإيمان ثم نظر إلى صلواتهم وقيامهم بالتوحيد والإقرار بالنبوة، قال: وما هذا بفعل المشركين فانصرف إلى البصرة وكان له مسجد يجلس فيه ويحدث ويقص ويذكر، قال: وكان يصف الإسلام ويقول: إن أهل الأحداث من القبلة كفار ليسوا بمشركين ولا مؤمنين، قال: فبلغ أمره جماعة من المسلمين، فقال بعضهم لبعض: " هذا الرجل قد ترونه وما يصف، فهلموا بنا إليه لنواصفه هذا الأمر فلعله يقبل"، فأتته منهم جماعة فواصفوه الأمر، ووصفوا له ما هو عليه، قال: فقال: هذا هو الحق ومازلت على هذا منذ دهر ولم أجد أحدا يوافقني عليه وما ظننت إذا أن أحدا يقول بهذا القول، قالوا: بلى والله إن لك أعوانا على هذا وأخوانا، قال: فكان أبو محمد من أفاضل المسلمين، قال: وكان يظهر هذا الشأن ويبرح به، وكان يدعو في مسجده على خالد بن عبد الله، وعلى هاشم بن عبد الملك، قال: وكان على البصرة بلال بن أبي بردة بن أبي موسى، قال: وكان طريق بلال على مسجد أبي محمد، قال: فأرسل إليه يأمره بالكف عن ذكرهما فلم يفعل، قال: فقال له: يا أبا محمد إذا رأيتني مقبلا فكف حتى أمضي عنك فلم يكن يلتفت إلى قوله ولا يدع ما هو عليه.

قال أبو سفيان قال أبو محمد النهدي: لا تذكروا الحسن في شيء من القدر فإني عاتبته فيه، فقال: معاذ الله أن أقول ذلك، إنما أفسد علي قلبي واصل بن عطاء أيام كنت عنده مستخفيا فأما أن أقول بالقدر فمعاذ الله، قال: وكان أبو محمد يقول هو أبعد الناس من القدر.

مخ ۵۰