طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
اجتهادهما في التقوى والعبادة روى أبو سفيان عن يسار صاحب البكر، قال أبو سفيان وكان من خيار من أدركته أنه أخبره عن والدته، قال وهي يومئذ ابنة ثمانين سنة، أنها قالت: " أدركت أخوين من بني راسب يقال لأحدهما يبرح والآخر مازن ابنا كنانة، وكانا من خيار من مضى من أهل الدعوة وكانا من نظيري أبي بلال وعروة، في زمانهما، قال : وأما يبرح(1) فكان رجلا عابدا مصليا لا يفتر عن العبادة حتى دبرت ركبتاه ويداه ورجلاه وجبهته كركبة البعير، قال: وكان قد اتخذ سربا في الأرض يعبد الله فيه، قال أبو سفيان: قال يسار: أدركت سربه ذلك، وكنا نلعب فيه قال فحضرت الوفاة يبرح فقعد مازن عند رأسه، قال فرآه يجود بنفسه ثم أفاق، قال: أي أخي أين تراها تعمد؟- يعني النفس- قال: الذي كانت تعبد، قال: وأما مازن فانه لما حضرته الوفاة أقبل يجود بنفسه فصاحت بناته، قال: فأفاق إفاقة، وقال: يا بناتي لا تبكين فان أباكن من ساعة هو الباكي، أو الضاحك، قال يسار أخبرتني أمي قالت: كنت في بعض المجالس وهم يذكرون الله إذ ذاك دخل رجل مقنع بثوبه فهوى، وجلس ناحية من المجلس وهم لا يعرفونه، قال: فلما تفرغ المتكلم قام فنزع ثوبه عن رأسه فإذا هو مازن بن كنانة، قالت: فقام قائما فقال: أني لا أخبركم إلا بما رأت عيني، أو سمعت أذني، أو عن خير من رأى وسمع، قالت: ثم اقتص الفتن المتقدمة واحدة بعد أخرى، ونبه على من أنجاه الله منها، قالت: فما رأيت متكلما مثله، قلت: ويبرح هو المكنى أبو روح فيما زعم لي بعض أصحابنا.
------------------
(1) لعلهم يحرفون اسمه إلى يبرح فنطقت به كما جرت به ألسنتهم كما سينبه الشيخ على ذلك.
أبو محمد النهدي
ومنهم أبو محمد النهدي -رحمه الله- المظاهر المعالن المجاهد غير المداهن الحافظ للتقى، المفارق للأدناس المباين، بصر الله بصيرته الباصرة فلم تكن عن هذه قاصرة، ففاز بالصفقة الرابحة، ووقي الصفقة الخاسرة.
مخ ۴۹