101

طبقات مشایخ په مغرب کې

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

ژانرونه

فوجه اليه والى قسطالية من توزر فأخذ وسجن في توزر مكبولا ، فطال مقامه في السجن حتى قنط ويئس من السلامة واشتدت عليه أبواب الحيل . فبلغ خبره جماعة من النكار ، فتشاورا في أمره ، فأجمعوا على أن يختاروا أربعة رجال أهل شدة ونجدة ، فساروا أخر النهار ودخلوا مدينة توزر ، فوقف احدهم على باب المدينة وتقدم ثلاثة الى السجن وكسروا بابه وقتلوا السجان ، واخرجوا جميع من في السجن، فاخرجوا صاحبهم في كبوله،فحمله أحد الثلاثة على ظهره وجرد الأخران سيوفهم ، فجعل احدهما أمامة والأخر وراءه فكل من قام اليهم قتلوه ، حتى خرجوا من المدينة ، فلم يتبعهم أحد. فلما وصلوا موضعا بين الحامة وتوزر وهناك صخرة حطوه عليها ، وكسروا الكبول ، حتى أطلقوه ، والصخرة معروفة بصخرة ابي يزيد الى اليوم ، فتوجهوا بصاحبهم الى صحراء سماطة قاصدين بني درجين ، وكان بها حينئذ عدد كثير زهاء ثمانية عشر ألف فارس ، فيما ذكروا ورجوا أن يمنعوه فلم يكترثوا به، إذ كان غير المذهب.

فسار من عندهم مستخفيا حتى وصل جبل أوراس، وكان عند اخوانه بالجبل مكرما ولم يزل البحث عنه حتى علم موضعه فوجه اليه القاسم بن عبيد الله جيشا عظيما، فحاصروه بجبل أوراس سبع سنين، وبلغت نفوسهم التراقي حتى قال قائلهم لما نزل بهم ما نزل من البلوى والضرر، وقال :"جبل لا يصعد ، ومطر سكب، وفتى مستقص، وشيخ لا يثنى ونحن المبتلون". ولما رأى القوم ما نزل بهم اتوا ابا يزيد، وقالوا له قد رأيت ما نزل بنا من هلاك هذا الفتى، ولا طاقة لنا بمدافعته، ولا صبر على أكثر مما أصابنا من الضرر، وهلاك رجل واحد أيسر من هلاك جماعة كبيرة، فقال لهم ابو يزيد امهلوني هذه الليلة.

مخ ۱۰۲