============================================================
وتورع عن الحكم، وإنما كان يصلح بين الناس، وكانت الناس تميل الى صلحه لصدقه وحسن تيته، وهو على ذلك إلى الآن نفع الله به وأتم عليه نعمته وله أولاد فضلاء علماء نجباع، زادهم الله من فضله، كتبت هذه الترجمة وهو حي، ثم توفي بعد ذلك وكاتت وفاته صبح يوم الخميس رابع شهر شوال سنة أربع وسبعين وثماتمائة عن ثلاث وتسعين سنق، ولحق الناس عليه تعب عظيم، لكونه لم يخلف بعده مثله في جميع أقطار اليمن في القيام بمصالح الخلق خصوصا وعموما رحمه الله رحمة الأبرار، وجعل داره أحسن دار امين.
وأما الفقيه جمال الدين الصامت، فإنه اشتغل بالعلم في بدايته حتى برع في الفقه، وشارك في كثير من الفنون من الأدب وغيره، ثم أقبل على العبادة والصيام والقيام مع التقلل من الدنيا في المال والملبس، مطرحا للتكلف زاهدا فيما عليه أبناء جتسه من حب الرياسة والشهرة، ما أعلم أحدا على مثل قدمه في ذلك وفي كثرة الصيام بحيث انه يصوم قريبا من نصف الدهر، قليل المخالطة للناس، قليل الكلام فيما لا يعنى، كثير الصلاة بمسجد الأشاعر في غالب الأوقات، وفي ذلك يقول: وفي هذا الأشاعر لطف معنى به بين الأنام أظل ساجد على آن آمس بحر وجهي مكانا سه قدم لعابد أخذ ذلك من قول الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى حيث يقول: وفي دار الحديث لطيف معنى أصلي في جوانبه واوي لعلي ان أمس بحر وجهي مكانا مسه قدم النواوي وكان يقول شعرا حسنا مع أشياء أدبية، كالترسل وغيره، ترك ذلك كله واشتغل بما هو أولى وأهم من آمر دينه وخويصة نفسه زاده الله من فضله وأعانه على ما هو بصدده، كتبت هذه الترجمة في حياة الفقيه، ثم توفي بعد ذلك ظهر يوم الخميس تاسع عشر شوال من سنة ثلاث وسبعين وثماثمائة، ولم يخلف بعده
مخ ۹۳