============================================================
حديثا، وإذا كانت البغضة قديما لم يؤثر فيها اعتراض التحبب حديثا، ويكفي على ذلك شاهدا معصية آدم عليه السلام وطاعة ابليس، فإنه لما أهبط الى أرض شقوته من حصن رتبته بمن فيه من ذوي نفوس ذريته، عادت عليهم عوائد حبوبهم، فينزل إلى سماء الدنيا شوقا إلى تقريبهم وحياء من تعذيبهم ليالي الأيام الدائرة إلى أن يطلع فجر الآخرة، ينادي بلسان التنبيه هل من تائب؟ وسئل عن قول النبي ل يقول الله عز وجل: من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني، ومن توضا ولم يصل ركعتين فقد جفاني، ومن صلى ركعتين ولم يدعني فقد جفاني، ومن دعاني فلم أجبه فقد جفوته، ولست برب جافب فقال: معنى الخبر في الشريعة ظاهر، وفي الحقيقة اشارة الى أن كل مولود يولد على الفطرة حتى يتهود أو يتنصر أو يشرك أو يعصي، وذلك حدث ناقض لوضوء الفطرة، فلا طهارة من هذا الحدث إلا بماء التوبة، فمن توضأ بماء التوبة من أحد هذه النواقض، خرج من جفاء المخالفة الى تجديد العهد، ومن صلى بعد هذا الوضوء ركعتين مقبلا على الله تعالى مقتديا برسول الله خرج من جفاء المخالفة إلى ود المؤالفة، ومن دعا بعد هذه الصلاة خرج من الغنى عن ربه الى خضوع الافتقار اليه، فلا جرم اناه يستجاب له ويدخل في صف الأحباب بين يدي رب الأرباب.
ومن كلامه نفع الله به، العلم دعوى والعالم مدع والعمل شاهد، فمن ت بينة دعواه صحت للمسلمين فتواه: وكان تفع الله به يقول شعرا حسنا، وله ديوان شعر موجود في آيدي الناس، وعندي منه نسخة، وغالب شعره في التصوف، فمن ذلك ما كتب به الى الشيخ أبي الغيث بن جميل وأجابه عنه الشيخ ابو الغيث، وسيأتي ذكر ذلك في ترجمته ان شاء الله تعالى وهو قوله: جزت الصفوف إلى الحروف إلى الهجا حى انتهيت مراتب الابداع لا باسم ليلى أستعين على السرى كلا ولا لبنى تقل شراعي
مخ ۷۰