============================================================
الخلق وهو جاحد، وسئل عن عبلامة العارف فقال: علامة العارف تساوي الأماكن عنده، ومن لم تستو عنده الأماكن فليس بعارف. وكسان يقول رضي الله عنه: العارف فوق ما يقول. وسئل مرة عن اختلاط العارف بالناس، فقال: العارف محفوظ الأنفاس محروس الحواس ملقى بين الناس. وسثل أيضا عن حال العارف فقال: العارف لا يلتفت الى شيء من الكرامات، بل هيي تقص في حقه، لأنه مشتغل بالمكرم عن الكرامة، ولولا حسن الأدب لأخذ من خزائن الغيب وأكل منها. وسئل رضي الله عنه عن المحبة، فقال: المحبة حالة تنال ليست بمقالة تقال، وسئل عن الولي فقال: من توالت أحواله. وقال أيضا: الولي من تولى الحق رعايته وكان يقول: في الحركة بركة، فحركة الظواهر تورث بركة في السرائر.
ومن كلامه رضي الله عنه : الواردات ثمرة الأوراد، فمن دامت أوراده كثر من الخير ازدياده، وكل احد موجوده على قدر وجوده، فمن لم تكن له مجاهدة لم تكن له مشاهدة، وقال: قلب العارف مثله كمثل البحر، تضطرب أمواجه وهو ساكن، وقال: العارف لا يأنس بغير معروفه، وبالجملة فأقواله وكراماته وأحواله كثيرة جدا. وقد جمع له تلميذه الشيخ ابراهيم بن بشارة كتابا يشتمل على سيرته يذكر فيه أشياء كثيرة من الكرامات وخرق العادات، فمن أراد استيفاء ذلك فلينظر فيما هنالك، وفي هذا القدر كفاية إن شاء الله تعالى. وقد قدمنا ذكر ذلك في ترجمة الشيخ ابراهيم بن بشارة المذكور، وكان الشيخ ابراهيم هذا من كبار الصالحين، أدرك الشيخ الكبير عبدالقادر الجيلاني وأخذ عنه اليد، وانتفع بالشيخ أحمد الصياد وصحبه كثيرا وظهرت عليه بركاته. وقد قدمنا ذكر ذلك في ترجمته، وكانت وفاة الشيخ أحمد الصياد المذكور في شوال سنة تسع وسبعين وسمائة، وقبره بقبرة باب سهام من مدينه زبيد معروف مشهور، عليه مشهد عظيم، وفوق القبر تابوت حسن وهو من القبور المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، أثر النور عليه ظاهر والأنس عنده متجدد، نفع الله به امين. وكان الفقيه اسماعيل الحضرمي كثيرا ما يزوره ويتكرر الى قبره، وهو احد السبعة
مخ ۶۸