============================================================
حكى الثقة انه سمع رجلا من أهل مكة من ذوي الدين والصلاح يقول لي كذا وكذا سنة، لم يزل العلماء والصالحون يدخلون مكة يطوفون بالبيت، فما رأيت أحدا منهم إلا ونور الكعبة وعظمتها يزيدان عليه، إلا ما كان من ابن عجيل، فانه متى دخل الحرم زادت عظمته ونوره على نور الكعبة وعظمتها.
ويروى أنه قدم رجل من أهل العراق للحج، وكان مقيما بتربة الشيخ أحمد الرفاعي، فلما صار بمكة رأى الفقيه أحمد وقد اشتغل الناس به عن كل شغل، حتى ما أمكنه الطواف، إلا بعد جهد عظيم من كثرة الازدحام عليه، فلما رجع إلى بلده سأله صاحب مقام الشيخ أحمد الرفاعي عن أعجب ما رأى في حجته، فأخبره بما رأى من آمر الفقيه أحمد، فقال: يا ولدي هذه علامة القطب، وكذلك كان إذا قدم المدينة الشريفة يشتغل به الناس عن كل شاغل فيقول لهم: اتقوا الله، هذا نبيكم وهذه مآثره وأنا واحد منكم، فلا يزيدهم ذلك إلا اقبالا عليه وإكرامآ له.
ويحكى عنه أنه حضر يوما عند مصروع، فقرأ عليه قوله تعالى: قل الله أذن لكم أم على الله تفترون} فصرخ شيطانه وقال: لا والله لا والله ثم زال عنه، ولم يعد إليه مدة حياة الفقيه، فلما توفي رجع اليه كعادته، وكان بعض الناس حاضرا حين قرأ الفقيه عليه الآية، فقال: أنا أقرأ عليه، فجاءه وقرا عليه الآية بعينها، فضحك ذلك الشيطان منه وقال: الآية الآية والرجل غير الرجل .
وكتب الفقيه أحمد نفع الله به مرة إلى الأمير عيسى بن موسى صاحب حلى يشفع إليه في حط ثلاثين دينارا عن بعض الناس، ففعل وحط ذلك وكتب إليه الأمير جوايا وهو يقول: أتانا كتاب ابن العجيل فبسته ثلاثا وقابلت السؤال بإسعاف ثلاثين دينارا يريد حطيطها فيا ليتها كانت ثلاثة آلاف وبعد، فاحوال الفقيه وكراماته لا يمكن استقصاؤها، بل هي أكتر من أن
مخ ۶۲