============================================================
قد تعرض لشيء من ذلك سوى ما يذكره المؤرخون على سبيل الاستطراد لا على سبيل التخصيص والإفراد، ولا يستوفون أحواهم ولا أقوالهم كما ذكر الجندي في ترجمة الشيخ الكبير على الأهدل والشيخ أحمد الصياد وغيرهم. قلما عزمت على ذلك تتبعت مظان ذلك من كتب الإمام اليافعي وتاريخ الجندي وابن عبدالحميد وتواريخ الخزرجي وغيرهم، وانساق إلي بحمد الله تعالى من ذلك شيء كثير لم يكن لي على بال، كتاريخ الفقيه حسين الأهدل، وكتاب الشيخ يحى المرزوقي الذي يذكر فيه جماعة من مشايخ بني مرزوق، وكتاب كرامات الشيخ اسماعيل الجبرتي، وكرامات الشيخ طلحة الهتار، وكرامات الشيخ أبي بكر بن حسان إلى غير ذلك من التعاليق والفوائد فجمعت متفرقاتها وضممت كل شيء إلى جنسه، فأت بحمدالله هذا الكتاب مستوفيا شاملا إن شاء الله تعالى، وذلك بيركة المذكورين فيه نفع الله بهم أجمعين وأنا أرجو من الله تعالى الذي أحببتهم لأجله أن يلحقني بهم في عافية وأن يفعني بحبهم في الدنيا والآخرة فقد قال رسول الله : "المرء مع من أحب" حقق الله لنا ذلك وأحبابنا والمسلمين وأقول كما قيل في حقهم: ان وإن كنت لم ألحق بهم عملا مقصرا عنهم في ساعدي قصر فإن حبي هم صاف بلا كدر ولا يضرهم إن كاد بي كدر هم اليات فلا يشقى بقربهم جليسهم وبهم يستنزل المطر في كرامات الأولياء وثبوتها بالكتاب والسنة.
أما الكتاب، فقوله تعالى خبرا عن مريم بنت عمران عليها السلام: كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} روي عن النبي ية أنه قال: كان يجد عندها زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، ومن ذلك قوله تعسالى: وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} ورد في التفسير أنه في غير أوان الرطب، وكذلك رؤيتها لجبريل عليه السلام وتصوره لها بشرا سويا،
مخ ۳۷