266

============================================================

منكم مات، فعزم الشيخ آبو الغيث وكافة أصحابه وتأخر منهم واحد مستبعدا لكلام الشيخ محمد الحكمي وأمسى هنالك، فما أصبح إلا ميتا، فقال الشيخ محمد: هكذا يفعل آبو الغيث ما له سكنى بتهامة ما دمت حيا، فلم يكد يستقر الشيخ أبو الغيث بتهامة حتى مات الشيخ محمد الحكمي وأقام في الجبال نحو ست عشرة سنة.

ويروى أنه كان كلما هم بالنزول يرميه الحكمي بأحواله، فلما مات الحكمي، كان يفك من رجليه شيئا كالقيد ويقول: هذا من أثر ما كان يرمينا به الشيخ محمد الحكمي رحمه الله تعالى. وهذه الحكاية تقتضي ان الشيخ عليا الأهدل توفي قبل الحكمي، وكذلك تاريخ وفاتهم يقتضي ذلك، وذكر الامام اليافعي في بعض مصنفاته أنه قال: سمعت غير واحد من الصالحين يروون عن الشيخ أي الغيث بن جميل انه قال: أق الشيخ والفقيه صاحبا عواجة الى شيخي الشيخ علي الأهدل، وطلبا منه أن يذهب معهما الى بعض المواضع، فوافقهما وذهبت أنا معهم، فلما كان الليل واذا أنا أنظر الشيخ والفقيه وهما فوقنا في الهواء، وفي أيديهما سيفان مسلولان، فذكرت ما رأيت منهما لشيخي، فقال لي: يا أبا الغيث هذان في مقام التولية والعزل، يوليان ويعزلان ويميتان ويحييان بإذن الله تعالى، وسوف أرثهما وترثني أنت، وهذه الحكاية تقتضي موتهما قبل الأهدل، وسيأي في ترجمة الشيخ ابن عبدالله ما يدل على موت الأهدل أولا، قبل الشيخ والفقيه، والذي يظهر أن الصحيح وفاة الأهدل قبل وفاتهما، ويحمل قوله: أرثهما أنا وترثني أنت على انه يبلغ مثل مرتبتهما وإن كانا في الحياة، ويكون ذلك من طريق التجوز في العبارة وان كانت حقيقة الوراثة انما تكون بعد الموت.

ومن كرامات الشيخ محمد الحكمي نفع الله به ما ذكره الامام اليافعي في بعض كتبه، قال: جاء بعض الفقراء الى الشيخ محمد الحكمي للصحبة بعد موته، فخرج اليه من القبر وصاحبه، وأخذ عليه العهد والشروط، وقال الامام اليافعي في موضع آخر: كان بعض الفقهاء ينكر على الشيخ الكبير العارف بالله

مخ ۲۶۶