248

============================================================

المناظرة والمجادلة، اجتمع بجماعة من العلماء وناظرهم فلم يجد عندهم مقنعا فكان يقول: لما دخلت اليمنا رأيت وجهي حسنا أف لها من بلدة أفقه من فيها أنا ثم قصد بيت حسين للاجتماع بالفقيه علي بن مسعود، فلما وصل مدرسته، كان أول من لقيه الفقيه عمرو المذكور، فظنه الفقيه عليا، ففتح في السؤال فلم يزل الفقيه عمرو يزيده ويستزيده حتى آفحمه، ثم قال له: كيف رآيت وجهك الآن؟ فقال: المعذرة إلى الله ثم إليك يا أبا الحسن، فقال له الفقيه عمرو: لست أنا الفقيه عليا، إنما أنا من بعض تلاميذه، وها هو ذاك قاعد في المحراب، فتقدم إليه المصري ولم يزد على السلام وطلب الدعاء، وكان الفقيه علي بن مسعود يثني على الفقيه عمرو المذكور كثيرا وإليه أوصى عند موته، وأعطاه كتبه واستخلفه على حابه وموضعه، فقام بذلك آتم قيام، وكان مع سعة العلم صاحب عبادة وزهادة وكرامات وإفادات.

من ذلك أنه كان بينه وبين الشيخ أبي الغيث بن جميل صحبة شديدة، وأن الشيخ أبا الغيث ترك السماع في اخر عمره بإشارة الفقيه عمرو، فلما علم بذلك الشيخ علي بن عبدالله الشنيني المقدم ذكره، قصد الفقيه إلى موضعه واجتمع به وبالشيخ أبي الغيث بن جميل، ثم قال للفقيه: يا فقيه أنت تنكر على الفقراء أحوالهم؟ فقال له الفقيه: إنما أنكر على من أنكر الله عليهم ورسوله، فقال الشيخ علي: إن كان ما تقول حقا فما تقول في هذه السارية؟ وضرب بيده على سارية هنالك فاضطربت السارية، فقال الفقيه عمرو: لقد علمت أن ستر أحوال الصالحين أولى لهم، ثم ضرب الجدار فاضطرب حتى كاد يقع، فقام الشيخ أبو الغيث والشيخ علي إلى الانصاف والاعتذار وعرفوا حال الفقيه وأنه من أهل الولاية نفع الله بهم أجمعين، وكانت وفاة الفقيه عمرو المذكور سنة خحس وستين وستمائة رحمه الله تعالى امين

مخ ۲۴۸