عليه وسلم. فالرجل ينبغى له أن يسعى على نفسه وعياله من فضل ربه. فان ترك ذلك على أنه لا يرى الكسب: فهو مخالف. وكل أحد أحق بماله الذى ورثه واستفاده، أو أوصى له به أو كسبه، لا كما يقول المتكلمون المخالفون.
والدين إنما هو كتاب الله ﷿ وآثار وسنن، وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة، يصدق بعضها بعضا، حتى ينتهى ذلك إلى رسول الله ﷺ وأصحابه. رضوان الله عليهم. والتابعين وتابعى التابعين، ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم، المتمسّكين بالسنة، والمتعلقين بالآثار. لا يعرفون بدعة. ولا يطعن فيهم بكذب، ولا يرمون بخلاف.
وليسوا بأصحاب قياس ولا رأى. لأن القياس فى الدين باطل. والرّأى كذلك وأبطل منه. وأصحاب الرأى والقياس فى الدين مبتدعة ضلال، إلا أن يكون فى ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات.
ومن زعم أنه لا يرى التقليد، ولا يقلد دينه أحدا: فهو قول فاسق عند الله ورسوله ﷺ، إنما يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم والسنة، والتفرّد بالرأى والكلام والبدعة والخلاف.
وهذه المذاهب والأقاويل التى وصفت مذاهب أهل السنة والجماعة والآثار، وأصحاب الروايات، وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث، وتعلمنا منهم السنن. وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق، يقتدى بهم ويؤخذ عنهم.
ولم يكونوا أصحاب بدعة، ولا خلاف ولا تخليط. وهو قول أئمتهم وعلمائهم الذين كانوا قبلهم.
فتمسكوا بذلك رحمكم الله وتعلموه وعلموه. وبالله التوفيق.
ولأصحاب البدع ألقاب وأسماء، لا تشبه أسماء الصالحين ولا العلماء من أمة محمد ﷺ.
فمن أسمائهم «المرجئة» وهم الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل، وأن
1 / 31