121

طبیعت استبداد او مبارزه استعباد

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

خپرندوی

المطبعة العصرية

د ایډیشن شمېره

طبعة جديدة منقحة ومضافة بقلم المؤلف

د خپرونکي ځای

حلب

الاستبداد والترقِّي الحركة سُنَّةٌ دائبةٌ في الخليقة بين شخوصٍ وهبوط. فالترقّي هو الحركة الحيوية؛ أي حركة الشخوص، ويقابله الهبوط وهو الحركة إلى الموت أو الانحلال أو الاستحالة أو الانقلاب. وهذه السُّنّة كما هي عاملة في المادة وأعراضها، عاملة أيضًا في الكيفيات ومركَّباتها، والقول الشّارح لذلك آية: ﴿يُخرِج الحيَّ من الميّت ويُخرج الميّت من الحيّ﴾، وحديث: "ما تمَّ أمرٌ إلا وبدا نقصه"، وقولهم: "التاريخ يعيد نفسه". وحكمهم بأنَّ الحياة والموت حقّان طبيعيان. وهذه الحركة الجسمية والنفسية والعقلية لا تقتضي السير إلى النهاية شخوصًا أو هبوطًا؛ بل هي أشبه بميزان الحرارة، كلُّ ساعة في شأن، والعبرة في الحكم للوجهة الغالبة، فإذا رأينا آثار حركة الترقّي هي الغالبة على أفرادها، حكمنا لها بالحياة، ومتى رأينا عكس ذلك قضينا عليها بالموت. الأمّة هي مجموعة أفراد يجمعها نسب أو وطن أو لغة أو دين، كما أنَّ البناء مجموع أنقاض، فحسبما تكون الأنقاض جنسًا وجمالًا وقوّةً يكون

1 / 131