لكل عمل وبدأت بذكر ديار العرب فجعلتها إقليما واحدا لأن الكعبة فيها ومكة أم (2) القرى وهى واسطة هذه الأقاليم عندى، وأتبعت ديار العرب بعد أن رسمت فيها جميع ما تشتمل عليه من الجبال والرمال والطرق وما يجاورها من الأنهار المنصبة الى بحر فارس ببحر فارس لأنه يحتف بأكثر ديارها وشكلت عطفه عليها ولأن بحر فارس يعطف من جزيرة مسقط مغربا الى مكة والى القلزم عن خمسين فرسخا من عمان ويدعى ذلك الموضع رأس الجمجمة، ثم ذكرت المغرب ورسمته فى وجهين وبدأت بشكل ما حاز منه أرض مصر الى المهدية والقيروان وما فى براريها من المدن وإن قلت وأعقبتها بباقى صورته من القيروان والمهدية الى أرض طنجة وازيلى ورسمت على بحره مدنه الساحلية وشكلت طرقه الى جميع أنحائها وكيفيتها مغربة ومشرقة فى سائر جهاتها، ثم ذكرت مصر فى شكلين حسب ما جرى رسم المغرب به ولطول العمل أعربت فيهما عن حال مدنها ومواقعها على المياه الجارية فى أرضها وما كان برسمها فى البعد عن المياه وخططت (14) جبالها ومياهها بخلجانها وشعبها واتصال بعضها ببعض وانفصالها الى البحر على حيالها وما يصب من ماء الفيوم الى بحيرة أقنى وتنهمت، ثم صورت الشأم وأجناده وجباله ومياهه من أنهاره وبحره وما على ساحله من المدن وبحيرة طبرية وبحيرة زغر (17) وتيه بنى إسرائيل وموقعه من ظاهر الشأم، ثم بحر الروم وكيفيته فى ذاته وشكله فى نفسه وما عليه من الجانب الشرقى [2 ب] للروم من المدن والأعمال المحاذية لبلد المغرب وذكرت ما بقلوريه للروم من المدن والانكبرذه والزنقة المعروفة ببلبونس والخليج الخارج من بحر الروم الى المجاز المحيط على القسطنطينية (22) ومياه بلد الروم وأكابر أنهاره ومدنه وكنت استوفيت صورة الاندلس (23) فى أشكال المغرب فلم أعد شيئا منها وقد رسمت فى هذا البحر
مخ ۶