[صورة الأرض]
(1) وقد حررت ذكر المسافات واستوفيت صور المدن وسائر ما وجب ذكره واتخذت لجميع الأرض التى يشتمل عليها البحر المحيط الذي لا يسلك صورة تضاهى صورة القواذيان (4) من جهة وتخالفها فى مواضع، وأعربت (5) عن مكان كل إقليم مما ذكرته واتصال بعضه ببعض ومقداره كل ناحية فى سعتها وصورتها من مقدار الطول والعرض والاستدارة والتربيع والتثليث وسائر ما يكون عليه أشكال تلك الصورة والعمل وموقع كل مدينة من مدينة تجاورها وموضعها من شمالها وجنوبها وكونها بالمرتبة من شرقها وغربها ليكتفى الناظر ببيان موقع كل إقليم وموضعه ومكانه وما توخيته من ترتيبه وأشكاله وقصصته من أحواله وأخباره، وقد يقع له فيما كان يعتقده شك فى طول الأرض وكبرها وحالها فى تقارب عرضها وطولها وصغرها ولا يقارب هذا التأليف عنده كتاب الجيهانى ولا يوافق رسم ابن خرداذبه وسبيل قارئه أرشده الله أن ينعم النظر فيما شك منه ويتأمله تأمل من حمل عنه بتحرى الصدق فيه كثير من غثاثة الناقلين وكذب المسافرين الذين لا يعلمون ولا قصدهم الحق فيما يبغون، وليعلم أن الأسباب المحرضة على تأليفه المقتضية لعمله اللذة بالإصابة فى المقصد والمحبة للظفر بإبانة كل بلد والذكر الجميل من أهل التحصيل فى كل مشهد، (2) وقد فصلت بلاد الإسلام إقليما إقليما وصقعا صقعا وكورة كورة
مخ ۵