الدادة :
سيبيها تستريح شوية يا ست سنية طول النهار بتشتغل يا عيني! ربنا ما يقلق نومها بجرس التليفون والعيانين. (سعاد تدخل حجرة نومها. حجرة أنيقة بها أثاث أنيق.) (في ركن الحجرة مكتب أنيق.) (سعاد تجلس إلى المكتب وهي تفكر شاردة. تفتح درج المكتب. ترى صورة محمود الممزقة. تنظر إليها في ألم. تقوم وتخلع ملابسها وتدخل في السرير. عيناها مفتوحتان في أرق. تتقلب في الفراش في سهد.)
تصوير خارجي:
محمود يسير في الشارع ليلا. بدلته مهملة. دقنه طويلة. عيناه زائغتان. يقف بأحد البيوت ويدق الجرس.
تخرج له الخدامة وتقوله له:
الخادمة :
الأستاذ مش موجود. (وتغلق الباب في وجهه بشدة.) (تتكرر هذه الحادثة مع ثلاثة بيوت أخرى من بيوت أصدقائه. الكل أصبح يهرب من محمود ويطرده.) (يظهر محمود وهو يسير في الشارع جائعا. يقف أمام محل للأكل يشم رائحة الطعام في جوع. البرد قارص. يرتجف من البرد.) (يتطلع إلى ملابس الناس الثقيلة الأنيقة. حذاؤه ممزق بال. المطر بدأ ينهمر عليه. اختفى تحت ظله وراح يتطلع إلى الناس الذين يركبون العربات الفاخرة. يمر من أمامه زوج وزوجته وهما يسيران. الرجل يحمل ابنه. محمود يتطلع إلى الابن في أسى. والدموع في عينيه. يبدو عليه الاضطراب. يتصبب العرق من وجهه رغم برودة الجو. يتحرك في قلق. يبحث في جيوبه عن نقود. يتحسس ذراعه في أسى. يخرج جيوبه من آخرها. أخيرا يعثر في جيب قميصه على نصف ريال. يمسكه في يده متهللا. يجري في الشارع مسرعا إلى الأجزاخانة. بجوار الأجزاخانة يرى بائع فول وطعمية وخبز وسندويتشات. يقف أمام المطعم لحظة يتشمم الأكل في جوع. ينظر إلى قطعة الفضة في يده ثم ينظر إلى الأجزاخانة. يتحسس ذراعه في ألم. يتحرك نحو الأجزاخانة. ثم يقف مترددا. ينظر إلى الأكل المعروض في المحل في جوع. يظهر وجهه مكبرا يعبر عن الاضطراب والقلق والألم. تتغير نظرته بسرعة وتعبر عن جنون الإدمان والرغبة في الحقنة. يندفع كالمجنون داخل الأجزاخانة.)
تصوير داخلي:
يعود النظر إلى سعاد وهي تنقلب في فراشها مؤرقة. تمسك رأسها بيديها. تقوم وتذهب إلى مكتبها وتأخذ من زجاجة صغيرة حبة منومة. وتشرب بعض الماء. تعود إلى السرير. عيناها مفتوحتان في أرق وتفكير.
تصوير خارجي:
ناپیژندل شوی مخ