ولم يكن لكلمة بنت في نفسي إلا معنى واحد هو أني لست ولدا. لست مثل أخي!
أخي يقص شعره ويتركه حرا لا يمشطه، وأنا شعري يطول ويطول، وتمشطه أمي في اليوم مرتين، وتقيده في ضفائر، وتحبس أطرافه بأشرطة.
صورة مكبرة لسعاد وهي تنفض ملاءة سرير بقوة. وهي واقفة أمام الحلة في المطبخ تقلب فيها على النار. صورة ماجد وهو يلعب مع زملائه في الحديقة.
صورة مكبرة لفم ماجد مليء بالطعام يمضغ بسرعة.
وصورة مكبرة لطبقه ملئ باللحم. صورة مكبرة لفم سعاد وهي تأكل ببطء شديد وطبقها يحتوي على قطعة صغيرة من اللحم.
سعاد :
أخي يصحو من نومه ويترك سريره كما هو، وأنا علي أن أرتب سريري وسريره أيضا. أخي يخرج بلا إذن ويلعب وأنا لا أخرج وأشتغل في المطبخ والبيت. أخي يأخذ قطعة من اللحم أكبر من قطعتي ويأكل بسرعة ويشرب الحساء بصوت مسموع وأمي لا تقول له شيئا. ويأكل بسرعة ويشرب الحساء بصوت مسموع وأمي لا تقول له شيئا.
أما أنا. أنا بنت. علي أن أراقب حركاتي وسكناتي. علي أن أخفي شهيتي للأكل فآكل ببطء وأشرب الحساء بلا صوت. (صورة مكبرة لساقي ماجد وهو يقفز ويلعب ويتشقلب.)
أخي يلعب، يقفز، يتشقلب. وأنا إذا جلست وانحسر الرداء عن سنتيمتر من فخذي فإن أمي ترشقني بنظرة مخلبية حادة فأخفي عورتي. (منظر مكبر لساقي سعاد مضمومتين وهي جالسة وقد ارتفع الفستان قليلا عن ركبتيها.) (منظر وجه أمها تنظر إليها نظرة حادة.) (منظر مكبر ليد أمها وهي تشد الفستان لتخفي ركبتي سعاد.)
عورة! كل شيء في عورة وأنا طفلة في العاشرة من عمري! (منظر سعاد وهي تغلق باب حجرتها عليها وتجلس وحدها تبكي.)
ناپیژندل شوی مخ