114

السلوک لمعرفه دول الملوک

السلوك لمعرفة دول الملوك

پوهندوی

محمد عبد القادر عطا

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

لبنان/ بيروت

(سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة) وَدخلت سنة خمس وَثَمَانِينَ: فَسَار السُّلْطَان عَن عكا وَدخل دمشق أول صفر فورد عَلَيْهِ فِي ثَانِي عشره ضِيَاء الدّين عبد الْوَهَّاب بن سكينَة رَسُول الْخَلِيفَة النَّاصِر بِالْخطْبَةِ لِابْنِهِ ولي الْعَهْد عدَّة الدُّنْيَا وَالدّين أبي نصر مُحَمَّد فأقيمت لَهُ. وجهز الرَّسُول وَمَعَهُ ضِيَاء الدّين الْقَاسِم بن يحيى الشهرزوري وَبعث مَعَه بِهَدَايَا وتحف وأسارى من الفرنج للخليفة وَمَعَهُمْ تَاج ملك الفرنج والصليب الَّذِي كَانَ فَوق صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَأَشْيَاء كَثِيرَة. فَدفن الصَّلِيب تَحت عتبَة بَاب النوبى بِبَغْدَاد وديس عَلَيْهِ وَكَانَ من نُحَاس مَطْلِي بالنهب. وَخرج السُّلْطَان من دمشق فِي ثَالِث ربيع الأول ونازل شقيف أرنون وَهُوَ منزعج لانقضاء الْهُدْنَة مَعَ صَاحب أنطاكية ولاجتماع الفرنج بصور واتصال الأمداد بهم فَكَانَت للْمُسلمين مَعَ الفرنج فِي بِلَادهمْ الساحلية عدَّة وقائع قتل فِيهَا من الْفَرِيقَيْنِ عدَّة وَكثر الْقَتْل فِي الْمُسلمين واشتدت نكاية الفرنج فيهم فَرَحل السُّلْطَان إِلَى عكا وَقد سبقه الفرنج ونزلوا عَلَيْهَا. وَنزل السُّلْطَان بمرج عكا وَصَارَ محاصرا للفرنج والفرنج محاصرين للبلد. وتلاحقت بِهِ العساكر الإسلامية والأمداد تصل إِلَى الفرنج من الْبَحْر. فَلم يقدر السُّلْطَان على الْوُصُول إِلَى الْبَلَد وَلَا اسْتَطَاعَ أهل عكا أَن يصلوا إِلَى السُّلْطَان. وَشرع السُّلْطَان فِي قتال الفرنج من أول شعْبَان إِلَى أَن تمكن من عكا ودخلها فِي ثَانِيه فَمَا زَالَت الْحَرْب قَائِمَة إِلَى رَابِع رَمَضَان. فتحول إِلَى الخروبة وأغلق من فِي عكا من الْمُسلمين أَبْوَابهَا وحفر الفرنج خَنْدَقًا على معسكرهم حول عكا من الْبَحْر إِلَى الْبَحْر وأداروا حَولهمْ سورا مَسْتُورا بالستائر ورتبوا عَلَيْهِ الرِّجَال فَامْتنعَ وُصُول الْمُسلمين إِلَى عكا. وَقدم الْعَادِل بعسكر مصر فِي نصف شَوَّال وَقدم الأسطول من مصر إِلَى عكا فِي

1 / 215