السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
قد يجْتَمع مَعَهم نَحْو المئة طَالب يقومُونَ بكفايتهم من الطَّعَام وَلَا أجد ذَلِك إِلَّا بركَة هَذَا الرجل الشَّيْخ يحيى وَكَانَ كثير الزِّيَارَة لفقهاء ذِي أشرق فَلَمَّا سمعهم يثنون على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن حديق بجودة الْفِقْه وَالدّين سَأَلَهُ أَن ينْتَقل مَعَه إِلَى جبا ليقرىء ابْنه هَذَا أَبَا بكر وَغَيره فَأَجَابَهُ وَسَار إِلَى جبا وَسَيَأْتِي بَيَان ذَلِك إِن شَاءَ الله
وَلَقَد قدمت جبا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة لغَرَض زِيَارَة تربته وتربة الأخيار حوله من ذُريَّته وَغَيرهم فَوجدت ذُريَّته على الْحَال المرضي من الْإِطْعَام والإيناس لمن ورد عَلَيْهِم بِحَيْثُ غلب على ظَنِّي عدم وجود مثلهم فِي الْيمن لَا سِيمَا فِي الْجبَال إِذْ قد يذكر عَن بني البَجلِيّ مَا يضاهي ذَلِك
وبحثت عَن تَارِيخ الشَّيْخ فَلم أَجِدهُ
وَأما وَلَده أَبُو بكر فَذكره ابْن سَمُرَة وَقَالَ تفقه بشيخي عَليّ بن أبي بكر وَلَعَلَّ ذَلِك كَانَ فِي بداية أمره فَإِنِّي رَأَيْت طبقَة سَمَاعه للمهذب إِنَّمَا يرويهِ عَن إِبْرَاهِيم بن حديق
وَأخذ التَّنْبِيه عَن غَيره وَغير من ذكره ابْن سَمُرَة أَنه تفقه عَلَيْهِ وَأخذ عَن الإِمَام سيف السّنة عدَّة من كتب الحَدِيث وَكَانَ مِمَّن حضر السماع لصحيح مُسلم عَلَيْهِ بِمَدِينَة الْجند وَحج مَكَّة سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فَلَمَّا عَاد إِلَى زبيد أَخذ بهَا على الْفَقِيه عَبَّاس بن مُحَمَّد الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله
وَكَانَ فَقِيها محققا مدققا ذَا صَلَاح مَشْهُور وَعلم مَذْكُور قَصده الطّلبَة من أنحاء الْيمن رَغْبَة فِي علمه وإنسانيته مِنْهُم ابْنه يحيى وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَغَيرهم من أهل قريته وَقَومه
وَمن المشيرق أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْجُنَيْد وَعُثْمَان بن يُوسُف بن أسعد الشّعبِيّ وَغَيره من أهل الْجبَال وَمن تهَامَة إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عجيل وَعلي بن قَاسم الْحكمِي وَعلي بن مَسْعُود الكثيبي من المخلافة وَغَيرهم وَهُوَ أَكثر فُقَهَاء الْجبَال الْمُتَأَخِّرين أصحابا أَخْبرنِي الثِّقَة أَنه حج سنة وَلم يسْتَطع الزِّيَارَة إِلَى يثرب فَبَقيَ قلقا لذَلِك وقلق بَاطِنه فَرَأى النَّبِي ﷺ يَقُول لَهُ يَا أَبَا بكر لم تزرنا فزرناك فَقَالَ يَا رَسُول الله بكرمك فعلت ذَلِك
فَادع الله لي فَدَعَا لَهُ وَقَالَ ولإخوتي وأولادي وَأَوْلَاد أَوْلَادِي حَتَّى عدد سَبْعَة بطُون وَالنَّبِيّ ﷺ يَدْعُو لكل بطن عِنْد ذكره لَهُم فهم يرَوْنَ أَن الْخَيْر وَالْبركَة الْمَوْجُودين فيهم ببركة دُعَاء النَّبِي ﷺ هَذَا
وَكَانَ بعض أهل الْعلم وَالصَّلَاح من أهل جبا يَقُول رُؤِيَ الْفَقِيه أَبُو بكر بن يحيى وَهُوَ يطوف بِالْكَعْبَةِ رَاكِبًا على بغلة وَحَوله نَحْو ثلثمِائة فَقِيه يَمْشُونَ بمشيته ويطوفون بطوافه وَكَانَت وَفَاته بقريته سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَهُوَ آخر من ذكر ابْن سَمُرَة من أهل جبا
1 / 387