السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
.. قسما لما نسطيع شكرك عمرنا ... أبدا وَمَا تِلْكَ الْيَمين غموس
لَو دَامَ منا بكرَة وَعَشِيَّة ... لم يغن تبكير وَلَا تغليس
وَمَتى قنعنا بل يُرْجَى إِن يرى ... كل امرىء لَك فِي يَدَيْهِ مروس
وَالْكل أَن غرقوا فقد هَلَكُوا مَعًا ... منا وَآخر عِنْده مغموس
أوردتنا الْبَحْر الخضم فغامس ... وَإِذا يفوز بهلكهم إِبْلِيس
فتدارك الغرقى واستنقذهم ... بِالْعلمِ فَهُوَ لديننا جاسوس
وَالْعلم عمدتنا وأصل أمورنا ... وَعَلِيهِ يثبت للبنا التأسيس
وَالْكل غرسك غير أَن من الظما ... قد كَاد يهْلك غرسك المغروس
لَو عَايَنت عَيْنَاك أغصانا لَهُ ... فِيهِ النظارة ينثني وينوس
غنت بِهِ أطياره وتساقطت ... أثماره لَوْلَا اعتراه يبوس
لِرَحْمَتِهِ وسقيته مثعنجرا ... فلئن فعلت فَلَنْ يرَاهُ البوس
فلديك بَحر زاخر متغطمط ... طام وَردت عَلَيْهِ العيس
فلئن غفلت وَلم تذاركه فقد ... آل العناء لِأَنَّهُ مأيوس
وَسمعت قوما يهرجون بِرجلِهِ ... فَالْحق مَا قَالُوهُ أَو تهويس
إِن كَانَ ذَاك فَإِن أهل بِلَادنَا ... جَاءَتْهُم بعد السُّعُود نحوس
وتبدلوا من نَضرة ومسرة ... يَوْمًا لَهُ وَجه عَلَيْهِ عبوس
فلئن وطئن ركابكم فِي بَلْدَة ... سوى فخدي ذَلِك الموطوس
ولأسقين سما ذعافا ناقعا ... وَكَأن ساقي السم جالينوس
وَالروح إِن فَارَقت فَارق جِسْمه ... وَقفا عَلَيْك مدى الْحَيَاة حبيس
لَا تصغين لبائس ذكر النَّوَى ... فالشر أول أمره تيئيس
حاشاك من قتل النُّفُوس وغمطها ... فالقتل عِنْد الْعَالمين خسيس
وَالْقَوْل فِي قطع الْأَحِبَّة فَاسد ... والرأي فِي تنفيرهم منكوس
حَتَّى مَتى يَأْتِي الزَّمَان بمثلهم ... إِن الزَّمَان بمثلهم مفلوس
كم مِنْهُم حام لدين الله مَا ... فِي ذَاك توهيم وَلَا تلبيس
ذِي لبدتين غضنفر مبلغ ... عِنْد المصاع إِذا اقمطر وطيس ...
1 / 265