============================================================
تتبيه: الحد في اللغة: المنع، والرسم العلامة. ومنه قول جميل بن معمر(1): رسم دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله (2) أي: علاماتها وآثارها من رماد ونحوه.
وسمي الحد التام تاما لكونه بالذاتيات.
والناقص منه : أي من الحد ما كان ببعض الأجزاء، وسمي ناقصا لنقص بعضها، فالتام هو الكاشف للحقيقة كلها، والرسم إنما هو باللوازم الخارجية، وسمي بذلك لكونها علامة على الحقيقة لا كاشفة لها، وفي هذا المحل كلام وبحث يطول تتبعه فليطالع في محله من المطولات، وقولنا: (معرف) في البيت الأول مبتدأ وحذفت منه أل للضرورة وقولنا: (ناقص الحد وناقص الرسم) دليل على أن المراد في البيت الثاني الحد التام والرسم التام وهذا من الحذف من الأوائل لدلالة الأواخر وهو واقع في العربية كعكسه وأزلنا تضعيف الصاد من الخاصة للضرورة كقول ابن البناء(12: (مهما ترقى مادة الموضوع خفف دال المادة للضرورة)، وقولنا: (مع جنس أبعد) صرف أبعد للضرورة (1) جميل بن معمر هو: جميل بن عبدالله بن معمر، من عذرة وكان شاعرا فصيحا مقدما جامعا للشعر والرواية اشتهر بحيه بثينة ابنة عمه ولذلك عرف بجميل بثينه وكانا يقيمان في وادي القرى له ديوان كبير توفي سنة 8ه انظر تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ج 1 ص303 دار الفكر للطباعة والنشر بيروت لبنان: رم دار وقفت في طاله كدت اتضي السغداة من جلل انظر ديوان جميل بثينة ص 2ه دار بيروت للطباعة والنشر: (3) ابن البناء: هو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي المعروف بابن البناء ويكنى بأبي العباس الفقيه المالكي الأصولي المتكلم النظار الرياضي الفلكي العروضي الأديب ولد سنة 154 من مؤلفاته : حاشية على الكشاف، الاقتضاب والتقريب للطالب اللبيب في أصول الدين، منتهى السول في علم الأصول، تتبيه الفهوم على إدراك العلوم، الكليات في علم المنطق ثم شرحها توفي رحمه الله سنة 724ه انظر الفتح المبين في طبقات الأصوليين ج الثاني ص 128و129 وانظر أصول الفقه تاريخه ورجاله ص 299و 300.
مخ ۶۹