Sullam Akhlaq al-Nubuwwah
سلم أخلاق النبوة
خپرندوی
دار القلم للتراث
د ایډیشن شمېره
الثانية-١٤١٩ هـ
د چاپ کال
١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
ومن ناحية أخرى فالمشركون يمهد القرآن لمنعهم من الحج، وهو ثروة اقتصادية كبيرة.
ومع ذلك فصحابة النبي يسألونه: ماذا ينفقون؟!
﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ (٢١٩ سورة البقرة)
والعفو هو الفائض عن الحاجة.
وعبَّرت عنه السنة بكلمة (الفضل) في قوله ﷺ
" يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى ". (مسلم. ١٧١٨)
وفي حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ
" مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ ".
يقول أبو سعيد الخدري: "فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ". (رواه مسلم. ٣٢٥٨)
أي لا حق لنا في زائد عن حاجتنا.
وإنفاق العفو من المال يشمل إنفاق الزكاة والصدقات.
وما يجب على المسلم من واجبات أخرى غير الزكاة المفروضة، كالإنفاق على الأهل والأقربين، وتحمّل الدية مع العشيرة،
وغير ذلك من الإنفاق "للفضل".
﴿﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾
وأسال: إذا أمرنا الله أن ننفق ﴿الْعَفْوَ﴾ وهو الفائض عن الحاجة،
فماذا سنبقى للورثة؟
إن كلَّ ما يملكه المسلم إمّا أن ينفقه على الضروات،
وإما أن يكون "فضلًا" أو "عفوًا" فينفقه في باب إنفاق العفو.
فماذا سيبُقى لورثته؟
إنَّ رسول الله ﷺ قال:
" إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ ".
(البخاري. ١٢١٣ - ومسلم - ٣٠٧٦) .
1 / 72