واستمع صوت مزهر وربابٍ ... وكمنج وبربطٍ مستهلا
كل شهر بمثل ذاك وحاذر ... من ملال فالاريحي لن يملا
أيها الكامل الأديب الذي حاز ... من المجد في السهام المعلى
وحوى كل مفخر وكمال ... وتروى العلوم عقلًا ونقلا
وبنظم يصوغه فاق كعبًا ... وزهيرًا وذا القروح وجلا
ولبيدًا والأعشيين وعمروا ... وحبيبًا في الشعر قد فاق كلا
هاك يا صاحب المزايا قريضًا ... من محب يراك للود أهلا
ذاكرًا الفة القديم ودهرًا ... وزمانًا بالرقمتين تولى
واستمع يا أديب نفثة صب ... موجع القلب جسمه عاد ظلا
ليس يسليه عنهم قط شيءٌ ... غير أني بالشعر أبرد غلا
فانتقد من جمانه كل شذر ... واغتفر ما تراه إن كان زلا
واجبني بما يسكن روعي ... من حلالٍ سحرٍ تضمن فضلا
وابق ذا منطق نفيس أثيلٍ ... ترتعي الفضل ما سقى الغيث اثلا
قوله في الزهد
نصل الهوى عن قلب ذي الوجد ... وسلا المتيم عن لقا هند
وعدت عن الآرام منيته ... وغدت غوايته إلى رشد
وتبدل التقوى عن الأهوا ... لرجا ثواب الله ذي المجد
ونضا الصبا عنه غوايته ... فاستقبل الأيام بالزهد
فتراه لا يصبو إلى دعد ... كلا ولا منها إلى وعد
لكن ثنى نفسًا مولهة ... عن كل أمر مهلك مردي
أضنته ذكرى أزمن سلفت ... بالجرع أو بالبان من نجد
إذ كان فيها جمع إخوته ... حتى مناه الدهر بالبعد
إخوان صدق حائزي كرمٍ ... أهل الفواضل منجع الوفد
من كل غطريفٍ تراه إذا ... أمّ الوغى كالخادر الورد
حاوي المكارم سيد فطن ... طب بهتك الجوشن السرد
وعقيد كل كتيبة طرقت ... ليلًا وفارس خيلها الجرد
ومغيرها وقت الضحى أممًا ... تنبو عن التعداد والحد
خفاق الوية على الأعدا ... حمال كل ملمة تردي
صبح الجبين تراه ذا بهر ... تحت التريكة نيرًا يهدي
كم من يد بيضاء قلدها ... جيد الرجال بنعمةٍ تلد
وعفا عن الذنب الفظيع وكم ... أعطى عطا يربو على العد
ذي سطوة يخشى بوادرها ... ريب الزمان عليه إذ يعدي
حلو الجنا مرّ مذاقته ... يوم الوغى للفارس الصلد
ما زال صفوًا ورده عسلًا ... للوفد إن جاؤا بلا وعد
أهفو إلى مرباه ان به ... نيل المنى ومنابت السعد
وعوارفًا ومعارفًا عرفت ... أبد الدهور ومنجح القصد
لهفي على وقتٍ به حسن ... أيام بشرٍ ذكرها عندي
في كل حين لي بعقوته ... أنسٌ أنيقٌ زاهر الخد
حيث الصبا عقت تمائمه ... عني وأصحابي ألوودّي
لم ألف غير ذوي الصفا أحدًا ... فكأنني في جنة الخلد
قوله في الحماسة
إلى كم تقاضاني الظبى وهي ظاميه ... وتشكو العوالي جوعها وهي طاويه
وتدعو الجياد الصافنات قرومها ... ليوم ترى فيه على الدم طافيه
فمن مبلغ عنا نزارًا ويعربا ... أولئك قوم أرتجيهم لما بيه
حماة كماة قادة الخيل في الوغى ... ضراغم يوم الروع تلقاك ضاريه
بهاليل في الباساء يوم تناضلٍ ... إذا ما التقى الجيشان فالعار آبيه
ثيابهم من نسج داود أسبغت ... وأوجههم تحكي بدورًا بداجيه
1 / 8