221
خدين عشرين إذ عهد الهوى كبث ... وللشبيبة غصن جد مهتصر
جذلان رنح عطفيه الصبا فقدا ... شروى الغصون وقد مالت مع السحر
يميل تحسبه الواشون منتشيًا ... وقد تمكن منه نشوة الخفر
يوم لثم يد غراء ما لثمت ... إلا وأسفر منها غرة الوطر
بيضاء لولا نداه مع ترافتها ... شبهتها لازدحام اللثم بالحجر
يا بن الذين تردوا بالفخار ومن ... قد أحرزوا قصبات السبق والظفر
من مثل قومك اجلالًا وأنت بهم ... مثل اليتيمة في عقد من الدرر
عرفتهم بك والمعروف أنبأني ... كما استدل على التأثير بالأثر
أعي مدى السمع منا ذكر جودهم ... وأنت أعييت اجلالًا مدى النظر
زان الحياة نداهم ثم مذ رحلوا ... أثارهم زينة الأخبار والسير
ذكراهم ومعاليك التي تليت ... في السن الصحف مثل الآي والسور
لو كان للعز امكان بناطقة ... لراح يخطب في علياك والخطر
أو كان للمجد احسان بما انعقدت ... ذؤابتاه لأضحى جد تفتخر
أو كان للبدر نور من طلاقته ... لم يبق للشمس تمييز على القمر
حليت جيد زمان قد مضى عطلًا ... ورحت ترفل مختالًا على الدهر
لبست ثوب فخار لا يجاذبه ... فضل الرداء شريك في مدى العصر
بكرت في طلب العلياء وادلجوا ... وليس مدلج قوم مثل مبتكر
لو رمت منبهل ماء ما رضيت سوى ... نهر المجرة من ورد ومن نهر
أو رمت عقد نظام كي تقلده ... جيد الصحائف لم تختر سوى الزهر
وود حين يفر النفس من يده ... أن يستمد سواد القلب والبصر
فطرسه وقطار الجبر يطرحها ... ترى النواظر حسن العين بالحور
لله ما فقر كالزهر تحسبها ... مطوية وهي عند النشر كالزهر
كأنها وهي في الأسطار محدقة ... نجم الجمان على اللبات والنحر
مذ ناظرتها النجوم الغر وابتدرت ... تحكي سناها فلم تهدأ ولم تقر
لك البلاعة لا تثني أعنتها ... فاركب لها واضح الأمجال والغرر
أكني عن العزم يا ابن العزم قاطبة ... كناية عن وحيد البدو والحضر
المصطفى الندب من فاضت فواضله ... والمورد العذب صفوًا جل عن كدر
من لو نهضت إلى الأفلاك مرتقيًا ... لشمت ثمة فضلًا منه منتظري
فزنت نعماه بالزهر التي زهرت ... فاستصغرتها عيوني غاية الصغر
وسمتها بالمنى والوسع يسعفها ... فاستكبرتها الأماني غاية الكبر
تلك المكارم عين الله تحرسها ... تفنى الأماني فلم تبقي ولم تذر
مولاي دعوة مملوك به ظما ... برح لعذب نداك السلسل الحضر
حسن التفاتك أعني لا فجعت به ... فهو الذخيرة لي من دهري الخطر
إن الحياة حياة في ذراك ومن ... بعدوك فهو كما الأشباح والصور
وماؤها كمياه البشر دافقة ... بوجهك الطلق ليست مقبة الحضر
قد رق منها على الدنيا وساكنها ... غرس لنا من جناه يانع الثمر
لو رمت غيرك أبغي منه عارفة ... غدا إذ ذاك ذنبًا غير مغتفر
أراش لحظك منى حصر أجنحتي ... فيا لحري ولشوقي فيك أن أطر
قد قصر الدهر في أشكاي من حسد ... من قبل والآن لا يقوى على عذر
وكنت أشكو الليالي سوء محنتها ... والآن أوسع شكرًا منحة القدر
وهاكها من بنات الزنج الفها ... نجل لشاهين لا يأوى إلى وكر

1 / 221