سلافة العصر فی محاسن الشعراء بکل مصر
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
سلبت أساليب الصبابة من يدي ... صبري وأغرت ناجزي ببناني
وقال
دارياها لعلها أن تداري ... واحملاها على طباع العذارا
واجلواها وفي الكؤوس بقايا ... قبل أن ترشف الصبا الاسرارا
عللاني ولو بكاس هتار ... ما أقلت يداي كأسًا هتارا
إن قدحي من الهموم المعلى ... فاملئا لي من الكؤوس الكبارا
حلف الهم أن سينهض عنا ... فأذقنا في مكانه الاسرارا
هاتها والزمان طلق المحيا ... وأديم الصبي يروق نجارا
فكأني به وقد جرد الشيب ... على مفرق الشباب غرارا
واسقنيها سقيت في ظل كرم ... قد جلاها عريشه إن هارا
لا تسمني عن السلاف اططبارًا ... لا وعينيك لا أطيق اصطبارًا
إن ليل الضرير يوم نواها ... وحياة الملوك عيش السكارا
أجلساني على يمين نديم ... ألبسته على الشمال سوارا
كلما عبّ في الزجاجة نحنى ... شغل الحلى أهله أن يعارا
قد خلعت العذار فيه ولولا ... عارضاه لما خلعت العذارا
هو من قده يرنح صعدًا ... ومن جفن عينه بتارا
زارني والدجى ينم عليه ... والدياجي لا تكتم الأقمارا
فوفى لي ولات حين وفاء ... في خفوت الكرى وصد جهارا
في ليال كأنهم رياض ... اطلعت من كمائم أزهارا
بين زهر تخالهن أقاحا ... ونجوم تخالها نوّارا
فكان الظلام نفع مثار ... وكان النجوم ركب حيارى
وليال ولا كزلف غزال ... بت أرعاه والنجوم غيارا
أتبكي أسا ويبكي دلالًا ... بجفون بكت بكاء السكارى
في ربوع كأنهن قلوب ... أودعتها جفونه أسرارا
وترى كما عطفت الحنايا ... في قباب كما عطفت السوارا
فإذ بنادر الثغور مياها ... وأخلنا ورد الخدود بهارا
بالتزام يعطف الأسرارا ... وعناق يفكك الازرارا
وجماش لولا عيونا للواحي ... وعفاف الهوى لحل الازارا
يا ليالي السرور طولي فإنا ... قد شربنا الشموس والأقمارا
وارتشفنا من الكؤوس رضابا ... واحتسينا من الثغور عقارا
خندريًا لولا حياء أبيها ... خطفت من عيوننا الأبصارا
من بنات المجوس تطلع في جن ... بيّ نارًا وخده جلنارا
أكل الدهر حرمها فاستحالت ... في الواني للطفها أنوارا
يا لقوم أسيرهم لا يفادي ... لعيون قتيلها لا يوارى
فاترات لو لم يكن نشاوى ... ما تشكت جفونهن الخمارا
ووجوه تخالهن بدورًا ... في خدود تخالهن سرارا
كل قد من الغصون معار ... هز ردفًا من النقا مستعارا
نزلوا من لوى الفؤاد طلولًا ... لا لوى الرمل والطلول القفارا
وعليهم من النجوم عيون ... مزقت عن خرائد أستارا
في ضمير الدجى تروح وتغدو ... والدياجي تظننا أسرارا
كم تناعست للرقيب عسانا ... حين يضفو ننادم الأوتارا
حيث يردي من الزمان قشيب ... غصبت صبغه جفون العذارا
فاجتلتني الأيام خلع رواه ... فكأني خلعت ثوبًا معارا
كأن عودي على الزمان صليبًا ... فأعادوه بعدهم موارا
كم تحك الخطوب فيه جلودًا ... وتسن النوى به أظفارا
وقال
وكنت إذا نزعت إلى هنات ... جريت مع الصبا طلق الرياح
1 / 193