سلافة العصر فی محاسن الشعراء بکل مصر
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
ولا يختار من مولاه عتقًا ... سوى فضل الكتابة بابتهال
وإن قطعوه وهو نحيف جسم ... له فتك ولا فتك العوالي
خطيب في البلاغة لا يداني ... كتوم السر بثاث المقال
كم اختلس المخبا من ضمير ... فسيم القطع في قطع الوصال
وإن حققت فهو أمين سرّ ... رشيد وهو هاد من ضلال
تعرى زاهدًا لكن رأينا ... ملابسه من القضب العوالي
أفدنا عنه أوصافًا حسانًا ... تفاديه المجالس في المحال
وواسطة غدًا هو عن ضميري ... فأظهر ما أريد من المنال
جعلت لسانه عني إليكم ... رسولًا شارحًا في الرق حالي
لأنشر من مطاوي الفضل عنكم ... بملتمس الاجابة عن سؤالي
وإن أك مثل من يهدي اللآلى ... لبحر فضائل عذب النوال
فما في ذاك من بدع فكم من ... يساوم في الثمين بغير مال
فيمنحه أهيل الفضل فضلًا ... فيرقي في معانيها المعالي
بقيت لنا وجيه الدين غوثًا ... تحل المشكلات من العقال
وثروى المستفيد عزيز فيد ... فيروي من هداه بالزلال
رخيّ البال عالي القدر سام ... ذرى العلياء مفقود المثال
فأجابه الشيخ عن الرحمن بقوله
سطور في طروس كاللآلى ... أم الأيام نيطت بالليالي
أم الروض المدبج ضاحكًا من ... بكى جفن السحائب بانهمال
بل العقد المنضد بل كعين ... لعين زانها حسن اكتحال
أتت من فاضل يقظ أديب ... تسامي في الفضائل عن مثال
بليغ مدره فطن أريب ... حكت ألفاظه عقد اللآلي
نحاني خاطبًا أبكار فكري ال ... منيعة في الأرائك والحجال
وتلك لعمري المحمى حماها ... ببيض الهند والسمر العوالي
عزيز وصلها إلاّ لقرم ... تراه كفأها عند الوصال
لذلك لم تزل ترخى ستورًا ... عليها مضغيات بانسدال
تحجبها عن الأبصار حتى ... عن الشمس المنيرة والهلال
ولكن حيثما رمت اجتلاءً ... لمرآها المبرقع بالجمال
فها هي ترفع الأستار عنها ... وتسفر عن سنا بدر الكمال
وتبدي في الخطاب جواب لغز ... به الغزت يا عين الأهالي
فقد سرحت طرف الطرف فيه ... ورضت أبيه الصعب المنال
فالفي الفكر أوّله محيطًا ... وثانيه يشير إلى الليال
وتم بثالث ميقات موسى ... فكم تصحيفه أعيا المعالي
قصير كان جزع الأنف منه ... لامر مّا ففاق على الطوال
لفيف وهو مفروق تراه ... وأجوف سالمًا من ذي اعتلال
صحيح أن تكسره تجده ... يزد كما وكيف به تغالي
خطيب والسواد له شعار ... إلى العباس يعزي أم لآل
يرى من قل باريه وهذا ... وأيم الله من قسم المحال
وكم عندي له وصف بديع ... ومعنى لم أضمنه مقالي
لكوني بالأهم غدوت مغرى ... وعن فن المداعبة اشتغالي
ولولا خشية العزوي لعجز ... لما أخطرته حينًا ببالي
فدونك نبذة فيها اكتفاء ... لمن رام الجواب عن السؤال
وتأخيري الجواب لعذر بأس ... أصاب جوانحي فأساء حالي
فكن لي عاذرًا فالعذر باد ... ومقبول لدى أهل المعالي
وصلى الله ما خطت سطور ... بأقلام البلاغة في مجال
على طه ختام الرسل طرا ... وأهليه الكرام أولى الجلال
1 / 130