Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
سیمې
پاکستان
ويروي با يزيد الأنصاري الصوفي المشهور عن رسول الله ﷺ أنه قال:
(أفضل الذكر الذكر الخفي) (١).
والشعراني يذكر من جملة آداب الذكر " محلّة في الذاكر الواعي المختار، أما المسلوب الاختيار فهو ما يرد عليه من الأسرار، فقد يجري على لسانه الله الله الله الله أو هو هو هو، أو لا لا لا أو عا عا عا أو آآ آأو هـ هـ هـ أو ها ها ها أو صوت بغير حرف أو تخبيط، وأدبه عند ذلك التسليم للوارد، فإذا أنقضى الوارد فأدبه السكون من غير تقوّل " (٢).
ومن جملتها ما ذكرها أحمد محمود زين الدين الحسيني حيث كتب:
" ويجب على الذاكر أن يستعد للذكر استعداده للصلاة، فيجلس جلوس المتأدب المتواضع، والمتذلل الخاشع، جامعا حواسه، مسبلًا عينيه كأن على رأسه الطير، ماحيًا من قلبه الغير، متابعًا شيخه في حركاته وسكناته، موافقًا له ولإخوانه في ذكر الجماعة، عاملًا على مساواتهم في أصواتهم بطريقة موزونة تجمع القلوب حتى كأنهم صوت واحد، والجهر في حقهم أنفع، ولقولبهم أجمع، وأشد في التأثير، وأعظم في التذكير، لاسيما في القلوب القاسية، وإن من القلوب ما هو كالحجارة أو أشد قسوة ولا ينكسر إلا بالذكر القوي، أما الكل والخواص فالأولى لهم الإسرار.
وعليه أن يعمل بكل ما يأمره به شيخه، وليعلم أن شيخه كالطبيب فلا يقال له لم وليفهم عبارته وإشارته، وليتمسك بعلمه وعمله وطريقته، وليراقبه عند كل إرادة وعمل لأن شيخه يطالبه بما أمر الله وينهاه عن كل مانهاه، فيجب عليه أن يعرض كل أموره على شيخه في القرب والبعد لألا يكون للشيطان عليه سبيل، ولذلك قيل: من لا شيخ له فشيخه الشيطان.
وليرتبط بشيخه ارتباط الحلقة بسلسلتها حتى تبدل أو صافه بأوصافه، وأخلاقه بأخلاقه ويفوز بالوراثة التي جازها شيخه بسر المتابعة، وليتغلغل في مذهبه، قال الإمام
(١) مقصود المؤمنين لبايزيد الأنصاري ص ٣٣٠ ط باكستان.
(٢) الأنوار القدسية للشعراني ج ١ ص ٣٩.
1 / 225