Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
وقال الهجويري:
" أعلم أن الوجد والوجود مصدران: أحدهما بمعنى الحزن، والثاني بمعنى الوجد، وفعل كلاهما كأنه واحد، ولا يمكن التفرقة بينهما إلا بالمصدر، كما يقال: وجد يجد وجودًا ووجدانًا: إذا صار محزونًا، وأيضًا: وجد يجد جدة: إذا صار غنيًا، ووجد يجد موجدة: إذا غضب، والفرق بين هذه كلها يكون بالمصادر لا بالأفعال.
ومراد هذه الطائفة من الوجد والوجود إثبات حالين يظهران لهما في السماع، أحدهما مقرون بالحزن، والآخر موصول بالوجد والمراد.
وحقيقة الحزن: فقد المحبوب، ومنع المراد، وحقيقة الوجد: حصول المراد. والفرق بين الحزن والوجد هو أن الحزن اسم الغم الذي يكون في نصيب النفس، والوجد اسم الغم الذي يكون في نصيب الغير على وجه المحبة. وتغير هذا جملة صفة الطالب " والحق لا يغير ".
ولا تدخل كيفية الوجد تحت العبارة لأنها ألم في المغايبة، ولا يمكن بيان الألم بالقلم، فالوجد سر بين الطالب والمطلوب يكون بيانه في كشف تلك الغيبة، ولا تصح العلامة والإشارة إلى كيفية الوجود، لأنه طرب في المشاهدة، ولا يمكن إدراك الطرب بالطلب، فالوجود فضل من المحبوب إلى المحب، والإشارة معزولة عن حقيقته.
وعندي أن الوجد ألم للقلب، أما من الفرح أو الترح أو الطرب أو التعب. والوجود إزالة غم عن القلب ومصادقته لمراده.
وصفة الواجد: أما حركة في غليان الشوق في حال الحجاب، وأما سكون في حال المشاهدة في حال الكشف: " أما زفير وإما نفير، أما أنبن وأما حنين، أما عيش وأما طيش، أما كرب وإما طرب " (١).
وقال الكلاباذي:
" الوجد هو ما صادف القلب من فزع أو غم أو رؤية معنى من أحوال الآخرة أو كشف حالة بين العبد وبين الله ﷿ ... وقال النوري: الوجد لهيب ينشأ في
(١) كشف المحجوب للهجويري ترجمة عربية ص ٦٦١ ط دار النهضة العربية بيروت.
1 / 178