170

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

مع اسشعار الحياء والأدب " (١). فهذه هي آداب السماع عند الصوفية. ومن أشنع ما استحدثوه وابتدعوه في السماع هو الوجد والتواجد والرقص، وقد بوّبوا لبيانها أبوابًا مستقلة، وفصّلوا الفصول، وما هي إلا خرافات وخرافات، وسخافات وسخافات، واستخفاف العقل والاستهزاء بالفكر ولكن أنّى للقوم أن يتعقلوا ويتفكروا، فقال السراج الطوسي مبينًا للوجد في باب مستقل من لمعه تحت عنوان " في ذكر اختلافهم في ماهية الوجد " قال: " اختلف أهل التصوف في الوجد ما هو؟ فقال عمرو بن عثمان المكي ﵀: لا يقع على كيفية الوجد عبارة لأنها سر الله تعالى عند المؤمنين الموقنين " (٢). ونقل عن أحد المتصوفة أنه قال: " إن الوجد مكاشفات من الحق، ألا ترى أن أحدهم يكون ساكنًا فيتحرك ويظهر منه الزفير والشهيق ... وقال أبو سعيد أحمد بن بشر بن زياد الأعرابي ﵀: " أول الوجد رفع الحجاب، ومشاهدة الرقيب الفهم، وملاحظة السبب، ومحادثة السر، وإيناس المفقود، وهو فناؤك أنت من حيث أنت. قال أبو سعيد ﵀: الوجد أول درجات الخصوص وهو ميراث التصديق بالغيب، فلما ذاقوها وسطع في قلوبهم نورها، زال عنهم كل شك وريب. وقال أيضًا: الذي يحجب عن الوجد رؤية آثار النفس والتعلق بالعلائق والأسباب، لأن النفس محجوبة بأسبابها، فإذا انقطعت الأسباب، وخلص الذكر وصحا القلب ورق وصفًا، وتجعت فيه الموعظة والذكر وحل من المناجاة في محل غريب وخوطب وسمع الخطاب بأذنه واعية وقلب شاهد وسر طاهر، فشاهد ما كان منه خاليًا، فذلك هو الوجد، لأنه وجد ما كان عنده عدمًا معدومًا " (٣).

(١) أيضًا ص ١٩٠. (٢) كتاب اللمع للطوسي ص ٣٧٥ ط ... دار الكتب الحديثة مصر. (٣) أيضًا ص ٣٧٥، ٣٧٦.

1 / 177