.. فمن منع التفسير بالرأي أراد الثاني، ومن أجاز أراد الأول وليس هذا باختلاف، فافهم هذا وكن من أهل العدل والإنصاف (١) .

ومما ينبغي فهمه فهمًا جيدًا أن آية آل عمران يتقابل فيها التشابه والإحكام، حيث قسم ربنا الرحمن آيات القرآن إلى قسمين، محكم، ومتشابه، وقد وردت آيات كريمات وصف بها ربنا كتابه بأنه محكم كله، وبأنه متشابه كله، وهذا هو الإحكام العام، والتشابه العام، وهذان الوصفات يجتمعان ولا يفترقان، وإليك تفصيل الكلام في ذلك يا طالب الهدى والعرفان:

(١) انظر تفصيل ذلك في مقدمة تفسير ابن عطية مطبوع ضمن "مقدمتان في علوم القرآ" ٢٦٢ باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن، والجرأة عليه، ومراتب المفسرين، وانظر الجامع في أحكام القرآن: (١/٣٢)، ومجموع الفتاوى: (١٣/١٧١)، وتفسير ابن كثير: (١/٥) ودقائق التفسير: (١/٦٧-٨٣) وروح المعاني: (١/٧)، والمقدمة الأولى من "مقدمتان في علوم القرآن": (١٨٣-٢٠٦) – الفصل الثامن – والبرهان في علوم القرآن: () ٢/١٦١-١٦٤، وبستان العارفين: (٣٦٠-٣٦١)، والموافقات: (٣/٤٢١-٤٢٤) وفيه: أعمال الرأي في القرآن جاء ذمه، وجاء أيضًا ما يقتضي أعماله.. والقول فيه: أن الرأي ضربان، أحدهما جاء على موافقة كلام العرب، وموافقة الكتاب والسنة، فهذا لا يمكن إهمال مثله لعالم بهما لأمور ... إلخ ونقله عنه القاسمي في محاسن التأويل: (١/١٦٤-١٦٧) فصل فيما جاء من إعمال الرأي في القرآن الكريم،،ووافقه، وانظر الجواهر الحسان: (١/١١-١٤) وغرائب القرآن: (١/٥٧-٥٩)، ومفاتيح السعادة: (٢/٢٨٥-٢٨٨) ومناهل العرفان: (٢/٥٤-٥٩) والمغني في التفسير لعبد الجبار: (١٦/٣٦٢-٣٧٨)، والحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن: (٢٤٣-٢٤٥)، ومفاتيح الغيب: (٧/١٧٩) في آداب حملة القرآن: (٨٧-٨٨)، والإكسير في علم التفسير: (٣/١٦) وإحياء علوم الدين: (١/٢٩٧-٢٩٨)، وجامع الأصول: (٢/٤-٦) .