Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
ژانرونه
أ) إما أن يريده، ويعمل به، ويحبه، فيحصل له بذلك الاهتداء ويرضى عنه رب الأرض والسماء قال الله – ﷿: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ والظلم هو الشرك بذلك فسره رسولنا – ﷺ – ففي الصحيحين عن ابن مسعود – ﵁ – قال: لما نزلت:" الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ " شق ذلك على أصحاب رسول الله – ﷺ – وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله – ﷺ: "ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم" (١) .
_________
(١) الآية الأولى من سورة الأنعام: (٨٢)، والثانية من سورة لقمان: (١٣)، والحديث في صحيح مسلم – كتاب الإيمان – باب صدق الإيمان وإخلاصه -: (٢/١٣٤) بشرح النووي، وورد الحديث مكررًا في صحيح البخاري في خمسة أماكن في كتاب الأنبياء – باب قول الله: ﴿وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ النساء١٢٥: (٦/٣٨٩)، وفي باب قول الله، ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ لقمان١٢: (٦/٤٦٥)، وفي كتاب التفسير سورة لقمان – باب لا تشرك بالله: (٨/٥١٣)، وفي كتاب استتابة المرتدين – باب إثم من أشرك بالله، وعقوبته في الدنيا والآخرة: (١٢/٢٦٤)، وفي باب ما جاء في المتأولين: (١٢/٣٠٢) بشرح ابن حجر في الجميع، والحديث رواه الإمام أحمد في المسند: (١/٣٧٨، ٤٢٤، ٤٤٤) .
هذا وقد ورد الحديث في صحيح البخاري في ثلاثة أماكن أيضًا بلفظ لما نزلت ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ﴾ الأنعام٨٢ قال أصحاب رسول الله – ﷺ: أينا لم يظلم نفسه؟ فأنزل الله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ لقمان١٣، انظر كتاب الإيمان – باب ظلم دون ظلم -: (١/٨٧) وكتاب أحاديث الأنبياء – باب قول الله ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ لقمان١٢: (٦/٤٦٥)، وكتاب التفسير – سورة الأنعام – باب: يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ﴾ الأنعام٨٢ (٨/٩٤)، بشرح بن حجر في الجميع أيضًا.
واعلم أن الرواية الأولى تفيد أن آية لقمان كانت معلومة للصحابة الكرام، ولذلك ذكرهم بها أما الرواية الثانية فيقول ظاهرها على أن سؤال الصحابة – ﵃ – كان سببًا لنزول آية لقمان، وللتوفيق بين الروايتين قال الإمام النووي: (٢/١٤٣): هاتان الروايتان إحداهما تبين الأخرى، فيكون لما شق عليهم أنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ لقمان١٣، واعلم النبي – ﷺ – أن الظلم المطلق هناك المراد به المقيد، وهو الشرك، فقال لهم النبي – ﷺ – بعد ذلك: ليس الظلم على إطلاقه وعمومه كما ظننتم، إنما هو الشرك، كما قال لقمان لابنه. أ.
وقال الإمام ابن حجر في الفتح: (١/٨٨): يحتمل أن يكون نزلها – أي آية لقمان – وقع في الحال، فتلاها عليهم، فتلتئم الروايتان. أهـ.
1 / 24