226

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

ژانرونه

ففي هذا الحديث الشريف الجليل يتوجه نبينا – ﷺ – إلى العلي القدير، بربوبيته لجبرائيل وميكائيل وإسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إذ حياة القلب بالهداية، وقد وكل الله – جل وعلا – الثلاثة بالحياة، فجبرائيل موكل بالوحي الذي هو سبب حياة القلوب، وميكائيل موكل بالمطر الذي هو سبب حياة الأبدان وسائر الحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم، وعود الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إلى الله – جل وعلا – بربوبيته لهذه الأرواح العظيمة الموكله بالحياة له تأثير عظيم في حصول المطلوب، والله المستعان وعليه التكلان. (١)

(١) انظر هذا في شرح الطحاوية: (١٥٩)، والفتوحات الربانية شرح الأذكار النواوية: (٢/١٤٠)، وفي شرح الأبِّي، والسنوسي: (٢/٣٩٧) الثاني مطبوع في حاشية الأول، وشرح النووي لصحيح مسلم: (٦/٥٧) نحو ذلك وقد كان نبينا – ﷺ – يتوسل إلى الله بربوبيته لهؤلاء الملائكة الكرام – على نبينا وعليهم الصلاة والسلام – بعد ركعتي سنة الفجر ففي المستدرك: (٣/٦٢٢) كتاب معرفة الصحابة – عن أسامة بن عُمَيْر – رضي الله تعالى عنه – أنه صلى مع النبي – ﷺ – ركعتي الفجر فصلى قريبًا منه فصلى النبي – ﷺ – ركعتين خفيفتين، فسمعه يقول: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمدٍ أعوذ بك من النار" ثلاث مرات..والحديث رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (٤٨-٤٩) والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد: (٢/٢١٩)، والبزار – كما في مجمع الزوائد أيضًا: (١٠/١١٠) ورواه الدارقطني في الأفراد كما في الفتوحات الربانية: (٢/١٣٩) ورواه عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – أبو يعلى، والطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد: (١٠/١٠٤، ١١٠) والحديث صححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي، ونص ابن حجر على حسنه كما في الفتوحات الربانية: (٢/١٣٩) وانظر تحفة الذاكرين: (١٣٠) ونزل الأبرار: (٧٧) ومن العجيب اقتصار النووي في الأذكار: (٣٢) على نسبة الحديث إلى ابن السني فقط، وقد كان نبينا – ﷺ – يتوسل إلى الله – جل وعلا – بربوبيته لأولئك الملائكة الأطهار – على نبينا وعليهم الصلاة والسلام – في غير ذينك الموضعين ففي سنن النسائي – كتاب الاستعاذة – باب الاستعاذة من حر النار: (٨/٢٤٦) عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: قال رسول الله – ﷺ: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر وقد أشار إلى ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد: (١٠/١٠٤) فقال عقب رواية أبي يعلى المتقدمة: رواه النسائي بنحوه، من غير تقييد بركعتي الفجر.

1 / 226