Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
ژانرونه
.. وحاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من حاجة المريض إلى الطب فإن آخر ما يقدر بعدم الطبيب موت الأبدان، وأما إذا لم يحصل لعبد نور الرسالة وحياتها مات قلبه موتًا لا ترجى معه الحياة أبدًا أو شقى شقاوة لا سعادة معها أبدًا فلا فلاح إلا باتباع الرسول – ﷺ – فإن الله – جل وعلا – خص بالفلاح أتباعه المؤمنين وأنصاره، فقال: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الأعراف١٥٧ أي: لا مفلح إلا هم، كما قال – جل وعلا –: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ آل عمران١٠٤ فخص هؤلاء بالفلاح كما خص المتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم، ويؤمنون بما أنزل على رسوله – ﷺ – وما أنزل من قبله، ويوقنون بالآخرة بالهدى والفلاح فعلم بذلك أن الهدى والفلاح دائران حول رَبْع ِ الرسالة وجودًا وعدمًا، ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد، فمن أعظم نعم الله – جل وعلا – على عباده، وأشرف مِنّة عليهم أن أرسل إليهم رسله الكرام – عليهم الصلاة والسلام – وأنزل عليهم كتبه، وبين لهم الصراط المستقيم فمن قبل رسالة الله – ﵎ – واستقام عليها فهو من خير البرية ومن ردها وخرج عنها فهو من شر البرية، وأسوأ حالًا من الكلب والخنزير، والحيوان البهيم.
1 / 203