به إلى منزل صديقه وبعد أن أكلوا ما تيسر لهم دخل المنهي إحدى الغرف فشرح حال الرجل في رسالة وأعطاها احد القرويين وقال له إذهب إلى قصر عضد الدولة واطلب الخادم فلانا وسلمه الرسالة وقل له انها من فلان يجب أن توصلها حالا وتأتي بالجواب ومضى الرسول وأعطى الرسالة الخادم فأوصلها إلى عضد الدولة حالا فلما قرأها عضد الدولة عض على إصبعه وأرسل شخصا قي الحال وقال أريد أن تحضر إلي الرجل عند صلاة العشاء فقال المنهي للشاب هيا بنا إلى المدينة فإن عضد الدولة بعث في طلبنا نحن الاثنين وهذا الرسول رسوله فقال خير قال المنهي لا شيء سوى الخير ربما تناهى إلى سمعه كل ما كنت تقول لي في الطريق إنني لامل أن تصل الان إلى حقك فتستريح مما أنت فيه من شقاء فنهض ومضى بالرجل إلى عضد الدولة
وأخلى عضد الدولة المكان وسأل الشاب عن أمره من جديد فقص عليه القصة كما كانت من أولها إلى اخرها فتأثر عضد الدولة لحاله وقال ان هذا الأمر منوط بنا الان لا بك فالقاضي عاملي ومعالجة الأمر من واجبي فالله عز وجل وهبني الملك لأحفظ الحدود وأحميها ولا أدع شخصا يلحق ضيما أو ضررا باخر بله القاضي الذي وليته أمور المسلمين ووكلت إليه دماءهم وأموالهم وفرضت له أجرا شهريا كيما يسير أمور الناس بالحق ويحكم بالشرع لا يميل ولا يحابى ولا يرتشى أيقع هذا في عاصمة ملكي من رجل عالم فتأمل إذن ما يرتكبه العمال والحكام الشبان والمتهورون من خيانات في النواحي الأخرى لقد كان هذا القاضي في بداية أمره فقيرا وذا عيال وان ما فرضت له من أجر شهري لم يكن أكثر مما يكفيه كفاف عيشه لكنه يملك اليوم في بغداد ونواحيها عددا من الضياع والعقارات والحدائق والبساتين والمستغلات والقصور أما الة منزله وأدوات زينته وتجمله فلا حد لها فمن المؤكد انه لم يكن في وسعه أن يمتلك كل هذا من أجره الشهري ذاك بل أقامها بأموال المسلمين ثم التفت نحو الرجل وقال لن أستمرأ الطعام وألتذ النوم قبل أن أرد إليك حقك إذهب وخذ نفقاتك من خزينتنا ثم اترك هذه المدينة إلى أصفهان وأقم بها عند فلان وسنكتب إليه ليكرم وفادتك إلى ان نطلبك منه فأعطاه مائتي دينار ذهبا وخمسة أثواب ثم أنفذ إلى أصفهان في تلك الليلة
أما عضد الدولة فقضى ليلته كلها يفكر في الحيلة التي يسترد بها المال من القاضي قال في نفسه ان أقبض على القاضي عنوة وأعذبه فلن يعترف او يقر أو يلبس نفسه تهمة الخيانة باية حال من الأحوال فيذهب المال سدى وتلوكني ألسنة الناس الذين لن
مخ ۱۱۴