فيه أبو مرداس فلما حما الوطيس واشتد القتال قال أبو مرداس اطمع لمن مات هنا الجنة الا من قتل نفسا أو كان على فراش حرام أو غصب مالا وتقدم مثلها ومخرجها غير مرة ولما طال القتال اتى أبو مرداس العباس فقال له تب إلى الله فان الباطل لا يقف للحق اكثر من هذا فقال العباس تبت إلى الله فانهزم خلف وقيل قال ماذا فعل العباس ولكن عدمت الحرب رجالها ومن يفعل هكذا فنزل بنفسه للقتال فانهزم القوم فقال أبو مرداس للناس ارجعوا عن طلبهم فقال له رجل اين لالت يعنى طرف نفوسة لانهم في الحيز بعد فقال نسيت لالت فاتبعوهم حتى خرجوا حيز لالت فلما رجعوا اقبلوا يهنون العباس على ما اعطاه من النصر والظفر فقال لهم هنوا أبا مرداس وأبا الحسن اللذان لم يناما ليلهما يدعوان ربهما ويرغبانه فلما رجع العباس إلى معسكره ترجل واقبل يعزي الشيوخ في اقاربهم الذين ماتوا مع خلف وقال آجركم الله في مصابكم في اخوانكم فقالوا ياعباس ليسوا باخواننا ولكنهم ارحامنا وانما اخواننا انتم.
وفي السير إن زوجة أبي مرداس قالت له رزقك الله الجنة فقال لها انما يستاهل الجنة توفيق بن ايوب يعني العباس الذي لم يخلع الدرع من عنقه من يوم إلى يوم فوجد صدا الحديد في فيه وبه اصبنا أنا وانت مسجدنا ولقد بلغنا إن العباس خرج إلى بني يفرن بعسكره فخشى أبو مرداس على العسكر أن يضعف فخلى بالعباس فقال له ارجع فابى فقال أن لم ترجع صحت في العسكر فيفترقوا عليك فجمع العباس الناس فخطبهم
مخ ۱۹۷