فقدموا اليه العشاء ورحبوا به فأكل ما على المائدة وما فيها ومن جملة ذلك شاة ثم قدم اليه وطب لبن فشربه جميعا ثم أخذ في قراءة القرءان بعد أن صلى حتى أصبح فصلى بوضوئه فأمرهم أن يقربوا اليه فرسه فلم يجدوا فرصة لغدره فتكفل لهم بعض فتاكهم بقتله فلما ركب طلبوا اليه أن يعلمهم الفروسية فأجابهم فأخذوا قضبانا يترامون بها فهو معهم في ذلك اذ حمل عليه المتكفل بقتله ولم يشعر حتى كاد أن يطعنه فتغافل له حتى ضربه فالتقى الضربة وحمل عليه فقتله وقتل معه ثمانية ثم حمل على الجهة الأخرى وقتل ثمانية فقال لنساء الحي ايكفيكن أم ازيدكن فقلن يكفينا. ومن مشهور شجاعته ما ذكر انه جاز على أسد ولبوة واشبال فقطع أرجلها فجاز على حي فقال من يبتغي اللحم المكروه فعليه بالوادي فذهبوا مبادرين فمن كان يأكل المكروه أخذ. وكان الإمام رضي الله عنه كثير المال ممن أتسعت عليه الدنيا وسببه انه كان في ايام أبيه رحمه الله تاجرا وكانت تيهرت لما أشتهر عدل عبد الرحمن أنتقل اليها أهل الأموال والتجار من مصر وافريقية والمغرب لخوفهم على أموالهم من أئمة الجور ومن هناك دخلتها الفرق ونفقت فيها السلع مع كونها كثيرة الخصب فعظمت بها الأموال وكان عبد الوهاب حاذقا بالتجارة وأتسعت أمواله فلما تمكن من الخلافة وأنقطعت مادة الفساد والفتنة وهدت الأوطان أراد الحج فارتحل حتى نزل جبل دمر وله مسجد مشهور بمسجد عبد الوهاب وله في تطاوين
مخ ۱۵۸