فأخبر جده بقولهم فاستثبت فصح عنده أنهم قتلوه فأرسله اليهم في عسكر فقاتلهم فهزمهم الله ولم يطيقوا احصاء القتلى فنظروا في أقل الاسماء فوجدوه هارون فأحصوا ما قتل ممن اسمه هارون فوجدوا ثلاثمائة فأوهن الله شوكتهم لعله لما قدم عليهم أبو أن يدفعوا له القتلى أو ناصبوه الحرب فبدؤه بالقتال والا فالمشهور من سيرته انه لايتبع مدبرا ولا يجيز على جريح ولا يبتدى بقتال ثم تحركت عليه قبائل البربر وكانوا على مذهب واصل بن عطاء اعنى معتزلة وذلك انه لما وقع ما وقع بين الأباضية من إنشقاق العصا وكثرت القتلى انتهزوا الفرصة لكثرة عددهم وقوة شوكتهم فأعتذر الإمام عبد الوهاب اليهم عادته في عدم المبادرة إلى البسط وسفك الدماء مرة بعد أخرى فما زادهم ذلك الا شغبا وكانت فيهم أبطال وكان زعيمهم وحاميتهم ابن قائدهم وسيدهم فبرز اليه عبد الوهاب في عساكره فال أمرهم إلى القتال فكانت بينهم وقعات فلما رأى الإمام شدة شوكتهم وكثرة عددهم أرسل إلى جبل نفوسة وإلى عامله بها أن يمده بجيش يتضمن شجعانا وفرسانا عارفين بأبواب الحرب ومبارزة الأبطال وعلماء بفنون التفسير والرد على المخالفين والحلال والحرام وقيل مائة بطل للمبارزة ومائة مفسر ومائة متكلم عارف بفنون الرد ومائة علام بفنون الحلال والحرام لأن الواصلية معهم عالم عيا من هناك في
مخ ۱۵۴